أن يتراجع دورينا في ترتيب الدوريات على مستوى القارة الآسيوية ليقبع في المركز التاسع ولا يكون هذا التراجع سوى «مانشيت» تناقلته وسائل الإعلام، وانتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي دونما أي اكتراث من الجماهير، أو ردة فعل ولو كانت صوتية من المسؤولين، وأخشى ما أخشاه أننا لم نطبق حتى أضعف الإيمان إزاء هذا الخبر، ولم تخالجنا ولو حتى غصة خفيفة بالقلب على هذا التراجع المخيف والمتوقع في نفس الوقت.
أين أولئك الذين ملأوا الدنيا صراخاً عندما كان دورينا في المركز الأول، لماذا اختفوا وتواروا عن الأضواء، أين تلك النظريات التي كانوا يسوقونها علينا حتى كنا على وشك تصديقها، هل ما زلنا نبيع الوهم على أنفسنا، ولا أدري هل الأنسب أن نبحث عن أسباب تراجعنا إلى المركز التاسع، أم أن الأولى والأفضل، أن نسأل أنفسنا بأي حق كنا يوماً ما في المركز الأول؟
لم تعد النتائج المخيبة لفرقنا في مسابقة دوري أبطال آسيا لتفاجئنا، وقبل بداية كل نسخة نتوقع الأسوأ، ونتطلع للخروج بأقل الخسائر الممكنة، وفي النسخة الحالية وبعد مرور أول جولتين تواصلت فصول المأساة، ولم تحصد فرقنا الأربعة المشاركة سوى 5 نقاط من أصل 24 نقطة ممكنة، علماً أن فرقنا خاضت 6 من أصل 8 مباريات على ملاعبها ووسط جماهيرها.
وحده الوحدة كان مختلفاً، ويغرد خارج السرب، تماماً كما كان عليه الحال في العام الماضي، أما العين الذي كان يوماً ما مرعباً مخيفاً في آسيا، فقد تلقى خسارتين متتاليتين على أرضه، وتخيلوا أن الزعيم الذي كان في السابق يسابق على أن يكون أول المتأهلين إلى الدور الثاني، أصبح قريباً ليكون أول المودعين وفي وقت مبكر للغاية.
هو واقعنا الحالي بكل تفاصيله الحزينة، والقرار يعود لنا بأن نقبل به ونتعايش معه، أو نرفضه ونتمرد عليه، وهذا لا يكون بالبقاء ساكنين هكذا بلا حراك، فكرتنا بحاجة إلى حزمة من القرارات حتى نرتقي بها، وحتى يتوازى المردود مع ما ننفقه من أموال، ولابد من جهة ما تنهض من سباتها لتعدل المقلوب، وتصلح المائل، وإلا فلن يتغير الحال، وسنظل نعيش نفس «الشيزوفرينيا» الموسمية، وسيظل تراجع دورينا المتواصل حدثاً عابراً وخبراً يمر مرور الكرام، وستظل أنديتنا كما هي متقوقعة محلياً وفي الخارج تنشد السلامة، لينطبق عليها المثل القائل: أسد عليّ وفي الحروب نعامة.