عدد اليوم
يوسف العربي (دبي)
تترقب سوق الهواتف المتحركة ارتفاعاً في أسعار الأجهزة يتراوح بين %5 و%10 بنهاية الربع الأول من العام الحالي، نتيجة النقص المتوقع في سلاسل الإمدادات الجديدة من خطوط تصنيع الهواتف ومكوناتها في الصين نتيجة فيروس كورونا المتحور الجديد (كوفيد 19).
وأكد خبراء بالقطاع أن الموزعين المعتمدين للهواتف الذكية يعتمدون حالياً على المخزون القائم من الأجهزة والإمدادات المجدولة مسبقاً، والذي يكفي لتلبية احتياجات السوق لنحو شهرين إضافيين على أقصى تقدير.
وقال موزعون معتمدون لأجهزة الهواتف الذكية إنهم طلبوا من عدد من مصنعي الهواتف العالميين الذين لديهم خطوط إنتاج للأجهزة، أو الذين يعتمدون في عملية تصنيع هواتفهم على مكونات تصنع في الصين، إيضاحات حول الإمدادات المستقبلية من الأجهزة إلا أنهم لم يتلقوا ردوداً حاسمة حتى الآن.
قال أشرف فواخرجي، المدير العام لشركة «تاسك» المتخصصة في توزيع أجهزة الهواتف المتحركة لـ «الاتحاد» إن قطاع الهواتف المتحركة العالمي يواجه تحدياً حقيقياً يتمثل في النقص المتوقع في الإمدادات الجديدة من الهواتف الذكية المصنعة في الصين، أو تلك التي تستخدم مكونات صينية المنشأ.
وأوضح أن أغلب خطوط إنتاج الهواتف الصينية توقفت تماما عن التصنيع، ومنحت موظفيها إجازات لحين إشعار آخر، وهو الأمر الذي تظهر آثاره خلال الفترة المقبلة في شكل نقص بالإمدادات لمختلف الأسواق في العالم، ومنها بالطبع الشرق الأوسط.
وأوضح فواخرجي أنه لحسن الحظ فإن المستوردين والموزعين المعتمدين للهواتف الذكية في الإمارات كان لديهم مخزون جيد من الهواتف الذكية بنهاية عام 2019، لتأمين احتياجات السوق المحلية خلال فترة إجازة نهاية السنة الصينية، وحلول موعد مهرجان دبي للتسوق الذي يشهد في العادة زيادة ملموسة في مبيعات الأجهزة الإلكترونية، ويستلزم استيراد كميات أكبر بشكل مسبق. وأشار إلى أن أسعار الهواتف التي تصنع في الصين أو تلك التي تعتمد عل مدخلات إنتاج صينية مرشحة للزيادة بنهاية الربع الأول من العام الحالي بنسبة تتراوح بين 5% و10% في انعكاس طبيعي للنقص المتوقع في الإمدادات الجديدة من الأجهزة.
وتوقع أن يترتب على ارتباك خطوط إنتاج الهواتف الذكية الجديدة ومكوناتها تأخر في إطلاق الإصدارات المجدولة مسبقاً، ما قد يترتب عليه تغييرات طفيفة في الحصص السوقية للمصنعين داخل السوق المحلية.
وحذرت شركة «آبل» الأميركية العملاقة من إمكانية أن يكون هناك نقص في المبيعات العالمية لهواتف «آيفون»، نتيجة لنقص إمدادات الهواتف، وذلك بعد أن أغلقت الشركة مصانعها في الصين بسبب تفشي فيروس كورونا.
وتوقف إنتاج «ASUS ROG Phone» تماماً بسبب إغلاق خطوط إنتاجه نتيجة تفشيّ فيروس كورونا المتحور الجديد (كوفيد 19) وأعلنت «أسوس» أن «هاتف» ROG Phone II لن يكون متوفراً بشكل كبير، وقد لا يتوفّر أصلًا في الفترة القادمة.
هواتف صينية
ومن جانبه، أكد الخبير في قطاع الإلكترونيات ديباك باباني، إن تأثيرات أزمة تفشي فيروس كورونا في الصين وتوقف بعض خطوط الإنتاج تحد من إمداد السوق بالهواتف المصنعة في الصين، وفي مقدمتها أيفون وهواويو أوبو، بينما لن تتأثر شركات أخرى لتصنيع الهواتف، مثل سامسونج التي أعلنت أكتوبر الماضي إنهاء عملية تصنيع هواتفها الذكية في الصين، بسبب زيادة المنافسة مع المصنعين المحليين.
وأشار باباني، إلى أن الموزعين المعتمدين للهواتف الذكية في الإمارات عادة ما يحتفظون بمخزون كاف لمدة 20 يوماً، كما تسهم الإمدادات المجدولة مسبقاً في تغطية احتياجات السوق لمدة تناهز الشهرين.
وتوقع باباني زيادة أسعار الهواتف الذكية المصنعة في الصين، أو التي واجهت ارتباكاً في خطوط الإنتاج بنسبة 5% بنهاية شهر مارس المقبل، معتبراً أن نسبة الارتفاع المتوقعة ستكون مؤقتة ولن تؤثر على القطاع بشكل عام، وسيتم التغلب عليها من خلال استئناف الإنتاج بالمصانع القائمة أو استبدالها بخطوط إنتاج خارج الصين.
الأسواق البديلة
ومن جانبه، قال نادو إيمك، المتحدث باسم متاجر اللولو، إن المجموعة لا تتوقع تأثيرات كبيرة لأزمة تفشي فيروس كورونا في الصين، مشيراً إلى أن الإمدادات الجديدة من البضائع العامة والسلع الغذائية من السوق الصينية تسير حتى الآن على نحو طبيعي وفي حال حدوث أي ارتباك فإن لدى الشركة العديد من الأسواق البديلة للاستيراد السلع الغذائية.
وأضاف أنه بالنسبة للأجهزة الإلكترونية، وفي مقدمتها الهواتف الذكية المصنعة في الصين فإنه يتم مخاطبة عدد من مصنعي الهواتف العالميين الذين لديهم خطوط إنتاج للأجهزة في الصين.
مبيعات الهواتف
ووفق شركة الأبحاث والاستشارات التكنولوجية العالمية «أي دي سي» بلغ إجمالي حجم مبيعات الهواتف المتحركة في الإمارات خلال عام 2019 نحو 5.085 مليون جهاز بقيمة تناهز 1.33 مليار درهم.
«هواوي»: لا تأثيرات
قال مصدر مسؤول في شركة هواوي لـ «الاتحاد» إن خطوط الإنتاج التابعة للشركة في الصين تعمل على نحو طبيعي، مستبعداً تأثر إمدادات السوق المحلية وبقية الأسواق بالأزمة المتعلقة بتفشي فيروس كورونا.
وقال المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إن الشركة ليس لديها أي نية في الوقت الراهن لتغيير خطة أو سياسات التسعير لمنتجاتها نتيجة المستجدات المتعلقة بأزمة فيروس كورونا.
