كل يوم ننظم فعالية من هنا أو هناك.. دولية أو عالمية أو قارية، لكن الأمر يختلف حين تأتينا فعالية مصرية.. يتلون كل شيء بألوان مصر.. حتى البيوت والمدارس والدروب، ولِمَ لا، ومصر قريبة منا.. كانت ولا زالت تسكن القلب مع الوطن.. هي وصية زايد التي حفظناها، فانطلق قادتنا يشدون عرى المودة والأخوة، ويشاركونها الحاضر والمصير.
اليوم، وعلى استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة، يلتقي الأهلي والزمالك في الكلاسيكو الأشهر والأقوى في الوطن العربي بأسره.. كلاسيكو، لا أتجاوز إن قلت يتابعه العالم، لكنها الحقيقة، كما أنها حقيقة أن لقاء القطبين بات يزداد بهاءً هنا، لسبب بسيط، وهو أنه يقام بجماهير، في وقت لا زالت المدرجات المصرية تشكو غياب الجمهور، فاكهة الكرة وأروع ما فيها.
ليست المرة الأولى التي تقام فيها مباراة مصرية، سواء للأهلي والزمالك، أو للمنتخب، على أرض الإمارات، والتجارب أثبتت والقلوب أكدت أن البلدين واحد، ورغم اشتعال حدة المنافسة بين القطبين، الأهلي والزمالك، إلا أننا نقف على الحياد، لا يعنينا سوى شيء واحد.. ما يعنينا هي مصر.. أن تسعد مصر، فذلك بالدنيا وما فيها.
السوبر الذي يقام في الإمارات للمرة الرابعة، بعدما أقيم ثلاث مرات من قبل في 2015 وفاز به الأهلي، وفي 2016 دان للزمالك، وفي 2018 فاز فيه الأهلي على المصري البورسعيدي، يأتي هذه المرة، ضمن سلسلة من الفعاليات بين مصر والإمارات، كان آخرها مهرجان شرم الشيخ التراثي في يناير الماضي، ومن قبله ماراثون زايد الخيري في السويس بمشاركة 20 ألف متسابق، وهي فعاليات ما كان لها أن تقام لولا أن البلدين واحد، وأن العلاقة التي تربطهما تمتد من القيادة إلى المواطن البسيط في الشارع.. هي علاقة تجاوزت حدود البروتوكول، لتقدم أنموذجاً لوطنين في وطن.
بقي أن أشيد بما قدمته أبوظبي الرياضية، بقيادة الزميل يعقوب السعدي، من تغطية استثنائية لكلاسيكو العرب، وهي تغطية وضعت الإعلام العربي كله في مأزق، كما أنها عنوان لرؤية أبوظبي للإعلام الجديدة، والتي تعمل في منطقة الدهشة، من دون أن تعترف بالاعتياد.
تغطية أبوظبي الرياضية لكلاسيكو العرب وتخصيص قناة للحدث، وما قدمته على مدار خمسة أيام مضت من أفلام وثائقية وتقارير وبرامج، وإن كانت مهنية عالية، غير أن أروع ما فيها كان الحب الذي صاغ كل حرف وكل لقطة.. حب مصر، وهي تستحق.. مصر التي تسكننا وتعيش بيننا ونشاركها اليوم والغد.

كلمة أخيرة:
وحده الحب.. تدركه في الكلام وفي الصمت.