لماذا نمارس كرة القدم؟ ولماذا توجد هذه المؤسسات الرياضية؟ فلدينا اتحاد كروي لتنظيم شؤون اللعبة، وهناك أندية تنبثق منها شركات لكرة القدم، ولدينا دوري محترفين ودوري درجة أولى، وفي هذا الموسم تم استحداث دوري للدرجة الثانية، وهناك أكاديميات وفرق مراحل سنية ومدارس للعبة في معظم الأندية، كما أن هناك دوريات مختلفة لهذه المراحل.
لا يجب أن تكون النظرة ضيقة للغاية، فهذا الذي نسمعه دائماً، وهذا هو المقياس الذي نبني عليها نجاحاتنا، ونحدد من خلاله مواطن الفشل والقصور، ولعل المعيار الأكثر شهرة والأعلى رواجاً، هو نظرية التأهل إلى كأس العالم، فيجب أن نتأهل، وإلا فنحن لم نكن نعمل بشكل صحيح وسليم.
هناك أكثر من 200 دولة منضوية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعدد الفرق المتأهلة إلى كأس العالم في الوقت الحالي لا يزيد على 32 منتخباً، وبناء على معاييرنا فهناك أكثر من 170 دولة أخفقت كروياً، وهناك نفس العدد من الاتحادات الكروية التي لم تقم بعملها بالشكل المطلوب طوال 4 سنوات قبل انطلاق كأس العالم.
هذا ليس صحيحاً بالطبع، فكأس العالم حدث كروي مهم، والتأهل إليه والتواجد ضمن منتخباته هو طموح كل دولة تمارس اللعبة، ولكن هناك الكثير من الأحداث الكروية سواء على المستوى الإقليمي والقاري والنجاح فيها مطلب كذلك، وعندما نفكر في كأس العالم علينا أن نراجع تاريخنا لنعرف، أننا لم نتأهل إلى هناك سوى مرة واحدة قبل 30 عاماً، وفي ظل ظروف ومعطيات مختلفة تماماً عن تلك التي نعيشها في الوقت الراهن.
ما هو الهدف من ممارسة كرة القدم؟ وما هو المعيار الحقيقي لنجاح عمل أي اتحاد كروي في العالم؟ إذا عرفنا الإجابة الصحيحة لهذين السؤالين، فسنصل إلى بداية الخيط الذي يقودنا إلى حل معظم مشاكلنا، فلا يجب أن نربط عملنا بتأهل إلى حدث أو الفوز ببطولة، بل يجب أن يكون المعيار أكثر شمولية ووضوحاً.
الهدف ببساطة هو إنشاء صناعة حقيقية لكرة القدم، وبناء منتخب قوي قادر على تمثيلنا بشكل جيد في معظم الأحداث التي نشارك فيها، وعندما يكون لدينا هذا المنتخب يحق لنا حينها أن نطمح في الصعود إلى كأس العالم، فإذا أخفقنا فهي ليست نهاية المطاف، كل ما علينا أن نجتهد ونبذل ونعمل، عندها فقط سنصل إلى حالة الرضا عما قمنا به، تأهلنا إلى المونديال أو لم نتأهل.