ليت الذين يتصدرون المشهد الإعلامي الرقمي وبعض الإعلام التقليدي الرخيص، يكفّون عن مدحنا، بما ليس فينا، وأن يخرسوا أصوات الجهل التي يتمتعون بها، ويحرجوننا بها، وأن لا يأتوا أفعال التفضيل والتضخيم لأننا نعرف قدرنا وقدر أنفسنا، فلا تحرجونا لتخرجونا عن حكمة صمتنا، وعقلانية طرحنا، وطيبة متأصلة فينا، وأن لا يبرزوا أشخاصاً لا لهم تلك الصفة الرسمية ولا الاعتبارية، وقد يكون لهم منافعهم الخاصة، وحساباتهم التي لا نعرف عنها شيئاً ليهرفوا بما لا يعرفوا عنا وعن الإمارات، ثم إن الإمارات ولا تاريخها محتاج لشهود زور، ولا مدعي محبة، ولا لراقصي المناسبات، فليت الذين ينفخون في أبواق لا نطرب لصوتها أن يخرسوا تلك الأصوات الجاهلة التي تتسبب لنا في كوارث نحن في غنى عنها، وحروب صغيرة لسنا بحاجة لها، ولا وقتها، أصوات مسترزقة تريد أن تورم الذات عندك لغاية في نفوسهم المستجدية، فإن كنت كريماً، أضافوا لك ألقاباً تصاعدية، قد لا تستسيغها نفسك، الوهاب، الجواد، المعطاء، المفضال، نحن هنا لا يهمنا مديح الأشخاص، فهم أحرار إن قبلوه أو ردّوه أو قوموا المداح، وعرفوه قدره، ما يهمنا ما يكيل للبلد الذي يعمل الخير ويعممه، تسيّره تلك الفطرة والطيبة المتأصلة في نفوس أهله، لا يعرفون المَنّ ولا الأذى، يعملون بصمت، غايتهم صورة الوطن الجميلة، وتلك السمعة التي ترتقي لمعنى الشرف، لا يرغبون بأصوات الادعاء، ولا تلك الريادات والأسبقيات الوهمية التي لا تضمخ الماضي، ولا تفيد المستقبل، كل ما تخلقه هو عداوات وهمية، وفرصة للمبغضين والحساد، وذوي الأكباد السوداء لكي يعاودوا محاولاتهم للخوض في سمعة دولتنا ورموزها وقاماتها، فليت تلك الثلة الآثمة والمدعية بهتاناً أن يكفّوا عنّا جهلهم، ولا يعرضوننا للقيل والقال من أذناب الناس وأنجاسها، فالإمارات بفضل جهلهم، ومديحهم الذي يجلب القريض صارت الملامة على حديثهم، وصارت المسؤولة على قبيحهم، ليكفوا عن الإمارات اكتشافاتهم الهزلية والمتسلقة، والادعاءات غير المبنية على حقائق تاريخية وتوثيقية، الإمارات بجديدها وجميل قديمها ماضية لا تلتفت للمداحين ولا الذامين، فلا مدح الصغير يفرحها، ولا ذم المدعي يسخطها.
كما أتمنى على الجهات المسؤولة، وذات الاختصاص أن تتصدى لمثل أولئك الناس الذي يمدحوننا بجهلهم، ويلبسوننا أثواباً من قياساتهم، ويتسببون في تلطيخ تلك الصورة الجميلة للإمارات والتي يساهم الجميع في بنائها وتزيينها بأفعال من المحبة والتسامح والخير، ليأتي واحد متسربل بجهله ليقول عنّا أننا كنا سباقين، وكنا رواداً، وكنا ذوي شأن في العصر البرونزي، نفس هذا الشخص لا يعرف ما هو الفرق بين العصر البرونزي والعصر الحديدي، وغير ذلك من الأمور والتفاصيل الكثيرة التي يمدحوننا بها بجهلهم لا أحب أن أخوض فيها أو أتذكرها لأنها تلعي الكبد!