للمرة الثانية، تستضيف الإمارات «منتدى المرأة العالمي» الذي يلتئم اليوم في دبي، وتشارك فيه شخصيات سياسية وفكرية ومؤثرون وناشطون من أكثر من 80 دولة، بعدما حققت بلادنا إنجازات لافتة، خلال السنوات الماضية، من أجل تعزيز حضور النساء ومشاركتهن في الحياة العامة، وتمكينهن من الأدوار القيادية، والتوجه نحو تأكيد التوازن بين الجنسين، في إطار التنمية البشرية الشاملة.
المنتدى تنظمه «مؤسسة دبي للمرأة»، وهو محصلة جهود طويلة ومضنية، للمراكمة على المبادرات والأفكار والرؤى التي بلورتها النسخة الأولى العام 2016، وقد قطعنا منذ ذلك الوقت أشواطاً طويلة، من أجل تهيئة الفرص أمام المرأة للتأثير في مجتمعها المحلي، وعبرنا محطات بارزة في هذا الطريق، ليس أقلها نضوج العمل المؤسسي في «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين»، ورفع نسبة تمثيل النساء في المجلس الوطني الاتحادي إلى النصف، فضلاً عن تصدُّر المرأة أبرز المواقع القيادية في الدولة.
يرفع المنتدى «قوة التأثير» شعاراً له، بما يشير إلى الفرص الهائلة التي يمكن للنساء استثمارها نحو حضور فاعل في مجتمعاتهن، كما يشير إلى عوائق ثقافية، وتشريعية، قد تعيق وصولهن إلى المواقع الأكثر فاعلية في صناعة القرار، عندما تتجاهل الدول إرساء بنية قانونية، تمنع التمييز على أساس النوع الاجتماعي، في الوظائف والمهن والأدوار.
في «قوة التأثير»، لدينا قصة تُروى أيضاً، عن إماراتية، وعت مبكراً أهمية تعليم النساء، باعتباره مدخلاً أساسياً للتمكين. إنها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» التي بادرت لصناعة التأثير، منذ العام 1975، وأسست الاتحاد النسائي العام، وقادت خلال العقود الماضية مجمل الاستراتيجيات والجهود التشريعية والمؤسسية في سبيل تمكين النساء، حتى باتت تجربة الإمارات مثالاً في المنطقة والعالم.
سيكون «منتدى المرأة العالمي» في دبي، منصة لقدرة النساء على التغيير الإيجابي، وقوتهن في تخطي حواجز تقليدية كثيرة، تحول نحو اندفاعتهن إلى الحياة والإنجاز، ولعل استضافة قيادات نسائية عالمية، من وزن رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي، تمنح زخماً لنقاشات المنتدى، والأهم دائماً أن يطلع الآخرون على ما لدينا، في هذا الصدد.