استقبل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مؤخراً فريقاً من شرطة دبي حقق إنجازاً نوعياً في مكافحة المخدرات.
الاستقبال والتكريم ليس بغريب على«سيف الإمارات» المتواجد دائماً بين رجاله من العيون الساهرة، سيراً على نهج قيادتنا الرشيدة لغرس وتكريس قيم التكريم والتحفيز للمتميزين، فكيف بهؤلاء الرجال ممن يحملون أرواحهم على أكفهم، وهم في يقظة دائمة وجاهزية عالية للحفاظ على أغلى ثروات هذه الوطن، الإنسان والشباب على وجه التحديد؟.
استوقف كل من تابع الاستقبال والتكريم الكمية التي تم ضبطها في تلك العملية النوعية، والتي ستدخل بلا شك موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها الأكبر عالمياً، بعد ضبط 5 أطنان و656 كيلوجراماً و166 جراماً من أقراص الكبتاجون المخدرة، بعدد أقراص يتجاوز35 مليوناً و755 ألف قرص.
وعلى الرغم من أن هذه الكمية المهولة من الأقراص المخدرة كانت في طريقها لإعادة التصدير إلى دولة عربية شقيقة، إلا أن المجرمين الذين يقفون خلفها يضعون في حساباتهم كذلك توزيع بعض من سمومهم في بلادنا، مستهدفين في كل بلد تصل إليه تجارتهم السامة والمدمرة الشباب عماد وقوام بناء الأوطان من أجل تقويض المجتمعات. وهم في ذلك يلتقون مع الجماعات الإرهابية في الأهداف، ومن هنا تجد العلاقة القائمة بين تجارة المخدرات والجماعات الإرهابية، واسطع الأمثلة أمامنا حزب الشيطان في لبنان وحركة طالبان في أفغانستان.
الكمية الضخمة من المخدرات التي جرى ضبطها تكشف كذلك التحول في خطط تجار السموم باتجاه الإغراق وليس الاتجار المحدود النطاق كما كان في السابق، ومع التحول الكمي نجدد دعواتنا لتطبيق العقوبات الرادعة بحق «الرؤوس الكبيرة» وفي مقدمتها عقوبة الإعدام المنصوص عليها في القانون.
تجار السموم يستهدفون أغلى ثروة لدينا شبابنا ويقتلون أجمل ما فيهم طاقاتهم الابداعية، وتحويلهم إلى جيش من المدمنين الأسرى لبضاعتهم القاتلة. ومن هنا نخوض حرباً ومواجهة شرسة معهم، نحيي معها الجهد النوعي المتميز للعيون الساهرة في أجهزة المكافحة لوزارة الداخلية وإدارات الشرطة في مختلف إمارات الدولة، ودعم تلك الجهود يتطلب تطبيق العقوبات الرادعة المغلظة بحق المتاجرين بحياة شبابنا واستقرار مجتمعاتنا دون أن تأخذنا فيهم لومة لائم. حماية مجتمعاتنا واستقرار الأسر أمر لا تهاون فيه، ويبقى أن نكون جميعاً لحماية شبابنا من آفة مدمرة.