الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جدل حول «الحصة المزدوجة».. و«التربية»: تجريبية

جدل حول «الحصة المزدوجة».. و«التربية»: تجريبية
12 فبراير 2020 02:12

مريم بوخطامين، دينا جوني (رأس الخيمة، دبي)

أثارت مبادرة «وقتي الأمثل»، متضمنة نظام الحصص المزدوجة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً الجدل في أوساط أولياء أمور وتربويين، خاصة بشأن تأثيرها على أنصبة المواد الدراسية الأساسية، ووقت حضور وانصراف الطلاب ومستوى تحصيلهم الدراسي، والعبء المتوقع على الأسر.
بالمقابل، أبلغت الوزارة « الاتحاد » بأن المباردة تجريبية، وقد وضعت لها خمسة مؤشرات أداء لقياس نجاحها، على أن يتم التوسّع في تطبيقها لاحقاً، بناءً على رصد الإيجابيات والتحديات.
وتفصيلاً، وضعت وزارة التربية خمسة مؤشرات أداء لقياس نجاح تطبيق مبادرة «وقتي الأمثل»، والتي أطلقتها بشكل تجريبي الشهر الجاري، على أن يتم التوسّع في تطبيقها لاحقاً، بناءً على التغذية الراجعة ورصد الإيجابيات والتحديات، محددة في الوقت نفسه الفترة المقترح تخصيصها لإنجاز المهام الإثرائية الاختيارية للطلبة في المنزل، وفقاً للمراحل التعليمية.
وتعمل الوزارة على متابعة تطبيق المبادرة والتقييم من خلال الزيارات الميدانية لمديري النطاق والمديرين الأوائل، وقياس مدى التقدّم في مؤشرات الأداء، وهي مشاركة الطلبة في البرنامج بنسبة 100 %، وتحسّن مستوى أداء الطلبة في الاختبارات بنسبة 5 %، ورفع مستوى استخدام بوابة التعلّم الذكي بنسبة 30 %، وارتفاع نسبة رضا أولياء الأمور 70%.
كما وضعت الوزارة موجّهات تطبيق نظام الحصص المزدوجة وإعادة جدولة اليوم الدراسي، عبر ضم حصتين متتاليتين لجميع المواد الأساسية لتصبح 90 دقيقة، وتطبّق مدارس الحلقة الأولى النظام الجديد بواقع 3 حصص مزدوجة يومياً، باستثناء الحصة الدراسية الأولى بحيث تكون 45 دقيقة، على أن تكون الأولوية لمواد المجموعة (أ). ويمكن للإدارات المدرسية اختيار تطبيق هذا النظام على صفوف الحلقتين الثانية والثالثة، بواقع ثلاث حصص مزدوجة يومياً، وحصتين فرديتين 45 دقيقة لكل منها، أو أربع حصص مزدوجة يومياً.
ويشمل نظام الحصص المزدوجة 9 مواد دراسية هي اللغة العربية واللغة الإنجليزية ومادة التصميم والتكنولوجيا، ومادة الابتكار، ومواد العلوم المتكاملة والفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات في جميع الحلقات الدراسية.
وحددت الوزارة الفترة المقترح تخصيصها للمهام الإثرائية للطلبة وفقاً للمراحل التعليمية، وهي 10 دقائق يومياً لطلبة الصف الأول، و20 دقيقة للصف الثاني، و30 دقيقة للصف الثالث، و40 دقيقة للصف الرابع، و50 دقيقة للصف الخامس، وساعة واحدة يومياً للصف السادس، ومن ساعة إلى ساعتين للصفوف من السابع إلى التاسع، وساعتين ونصف الساعة من العاشر إلى الثاني عشر.
ووضعت الوزارة جملة من الإرشادات، لكي تأخذها المدارس بعين الاعتبار عند إعداد الجداول المدرسية منها: أن تكون أولوية تطبيق الحصص المزدوجة للمواد الأساسية في جميع الحلقات الدراسية.
وعلى فريق القيادة المدرسية الأخذ بعين الاعتبار أنصبة الحصص الدراسية لكل مادة، مع مراعاة المسارات المطبقة في المدرسة ومدارس اللغة الثالثة، ومراعاة تطبيق مبادرة السنع والأندية الطلابية ضمن الجدول المدرسي.
ووضعت الوزارة أسس إعداد الجدول المدرسي، منها تخصيص خمس دقائق استراحة للطلبة بين كل تسعين دقيقة فقط للحصة المزدوجة، سواء كانت لمادة واحدة أو لمادتين مختلفتين، وأن تضمن القيادة المدرسية أن يتم تدريس المواد التي تدرّس باللغة العربية والإنجليزية بشكل عادل خلال اليوم الدراسي، ثم توزيع حصص مادتي التربية الإسلامية والدراسات الإسلامية في الأيام المتبقية. ومراعاة توزيع أنصبة المواد الدراسية بما لا يزيد على حصة واحدة مزدوجة لنفس المادة في اليوم الواحد. كما يجوز تخصيص يوم كامل لمواد الأنشطة من دون مواد أساسية، على ألا يكون ذلك يوم الأحد أو الخميس.
ووضعت الوزارة نموذجاً للتوزيع الزمني للحصة المزدوجة التي تبدأ بالتهيئة وتقييم جاهزية الطالب لمدة تتراوح بين 5 و7 دقائق، ومن ثم 15 إلى 20 دقيقة للدرس المصغّر على مستوى الصف كاملاً وتعليمات المعلم، والتي يمكن استبدالها بأنشطة التعلّم التعاوني. وكذلك 45 إلى 50 دقيقة لمحطات التعلّم والتي تتضمن عدداً من أنشطة التعلّم التعاوني التي تسهم في تقدّم الطالب بناءً على مخرجات التعلّم، من خلال الدعم الذي يقدّمه المعلم بناءً على الاحتياجات الفردية للطلبة. وفي المرحلة الثالثة من الحصة المزدوجة يخصص المعلم 10-20 دقيقة في تطبيق استراتيجيات التقييم وتقديم التغذية الراجعة المكتوبة أو الشفهية للطلبة، لتنتهي الحصة بخمس دقائق للنشاط الختامي لتقديم ملخص عما تمّ إنجازه من قبل الطلبة، بناءً على مخرجات التعلّم والتوقعات للحصة المقبلة.
ووجهت الوزارة بأنه يجب على المعلم التنسيق مسبقاً مع مسؤولي مراكز مصادر التعلّم المسائي، وستكون المراكز متاحة لطلبة الحلقة الأولى من الثالثة إلى السابعة مساء، والحلقة الثانية من الثالثة والنصف لغاية السابعة والنصف، والحلقة الثالثة من الساعة الرابعة إلى الثامنة، وستعمل المدارس في المرحلة المقبلة على حصر قائمة بأسماء المعلمين الراغبين في تقديم الساعات المكتبية المسائية.
إلى ذلك، قالت والدة الطالبة حمدة مصبح الزعابي بالصف السادس التأسيسي: إن تأخير اليوم الدراسي على الطلبة قد يتسبب في انخفاض المعدل الدراسي وقلة التحصيل المدرسي وعدم استيعاب الطلبة للدروس والمواد التي يشرحها لهم معلموهم في الحصص المدرسية، مطالبة كغيرها من أولياء الأمور ضرورة تقليص اليوم المدرسي، وإعادة النظر فيه، منوهة بأن هناك طلاباً ضعيفي البنية الجسدية وبعضهم مريض لا يتناسب القرار معهم، وقد يكون أثره سلبياً أكثر من أن يكون إيجابياً.
وأوضح ولي الأمر خلف حمد الظهوري «أب لستة أبناء» في مختلف المراحل السنية، أن مثل هذه القرارات المصيرية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطالب، كان ولابد أن يكون لولي الأمر رأي رئيس في إقرارها باعتباره شريكاً مهماً مع التربويين في المدارس ورياض الأطفال، منوها بأن هناك قرارات مصيرية ومهمة مثل هذه القرارات يتم تنحيتهم على حد تعبيره، مشيراً إلى أن أغلب القرارات التي تبثها وزارة التربية والتعليم لا يتم العودة فيها لأولياء الأمور ولا الأخذ بآرائهم، مطالباً كغيره من أولياء الأمور بإعادة النظر في هذه النقطة وإشراكهم في القرارات، مضيفاً: أن قرار كقرار تمديد الحصة الدراسية أمر مرهق للطالب والمعلم ويحرم الأسر من تحقيق العلاقات الأسرية، ما يزيد الفجوة في أحيان كثيرة ما بين الوالدين والأبناء.
بدورها، قالت سمية الزرعوني أم لطالبين في إحدى المدارس الحكومية، إنها ستعيد النظر في مسألة إعادة أبنائها الطلبة إلى مدارس خاصة، تنتهج مناهج أجنبية والسبب في ذلك أنهم لا يلقون بالأعباء الكبيرة على الطلبة كباقي المدارس الحكومية، ناهيك أنها تشركهم كأهال، وبشكل دائم في الكثير من القرارات التي تنصب في مصلحة الطالب.
بدورهن، أجمعن تربويات في مدارس تنتهج منهج وزارة التربية والتعليم أن القرار في حال تطبيقه سيكون له جوانب سلبية أكثر من كونها إيجابية، منوهات بأن الجانب السلبي في المسألة أكبر خاصة وأن الطالب لا يستوعب التدريس والتلقين أكثر من 45 دقيقة وهنا تكمن المشكلة، ناهيك عن أن البيئة الصفية غير مهيأة لذلك.
وتشير المعلمة «فاطمة حسن» معلمة لغة عربية حلقة ثانية، إلى أنه في حالة تم تطبيق القرار، سيكون هناك عبء حقيقي على الطالب لأنه لن يتمكن من استيعاب الدرس لمدة لا تزيد على الساعة،كما أن هناك طلبة من الصعب التحكم بهم لأكثر من 45 دقيقة داخل الفصل، إما للحركة الزائدة أو تململهم من المادة أو لشخصيتهم العنيدة، موضحة أنه خلال الـ 90 دقيقة يقدم المعلم معلومات كثيرة عن المادة، وهنا المعضلة الأخرى التي أكثر من يتأثر فيها الطالب الغائب الذي يفوته كل ما تم شرحه.
أما المعلم محمد الجسمي، فيؤكد أن القرار مصيري وصعب، وهناك مواد تتحمل القرار بعكس المواد الأخرى، منوهاً أن المواد العلمية التي تتضمن مسائل ومعادلات وحساب، من الممكن أن تستوعب القرار، بعكس المواد الأدبية، كاللغة العربية واللغة الإنجليزية، التي يجب أن لا تزيد المدة الزمنية فيها أكثر من 45 إلى 50 دقيقة، الأمر الذي سيسبب الإرهاق الذهني والجسدي للطالب والمعلم، وتطرق الجسمي إلى مسألة تغذية الطالب خلال اليوم الدراسي الطويل كيف ستكون، وكم حصة تغذية سيتحمل اليوم الدراسي، وكيفية التعامل مع الموردين؛ مطالباً كغيره من التربويين بإعادة النظر وعدم تعميم الفكرة، وأن يتم حذو طرق التعليم بعدد من دول العالم التي أثبتت جدارتها مثل فنلندا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©