الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خسائر أنقرة بإدلب مستمرة مع تقدم الجيش السوري

خسائر أنقرة بإدلب مستمرة مع تقدم الجيش السوري
11 فبراير 2020 00:45

قميناس (وكالات)

تواصلت خسائر تركيا في إدلب، أمس، مع قتل 5 جنود أتراك، وإصابة 5 آخرين في قصف مدفعي شنته قوات الجيش السوري في شمال غرب سوريا في تصعيد مستمر بين الطرفين منذ أسبوع، في وقت تواصل فيه دمشق بدعم روسي هجومها في المنطقة.
ويخشى أن يؤدي التصعيد بين أنقرة ودمشق إلى تدهور أكبر للوضع المضطرب في إدلب، حيث بدأت قوات الجيش السوري بدعم روسي في ديسمبر هجوماً واسعاً في مناطق تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً، وتؤوي ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين.
وأكدت وزارة الدفاع التركية مقتل 5 جنود أتراك وإصابة 5 آخرين في قصف مدفعي، استهدف مواقعهم في محافظة إدلب، مشيرة إلى أن القوات التركية ردت على مصادر النيران. وأعلنت «تحييد» 101 جندي من القوات السورية، وهو ما نفاه المرصد السوري لحقوق الأنسان.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن القوات التركية دمرت 3 دبابات سورية ومدفعين، كما أصيبت طائرة مروحية سورية. وقال المرصد: «إن قوات الحكومة السورية استهدفت القوات التركية المتمركزة في مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشرقي».
ويأتي ذلك بعد مرور أسبوع على تبادل لإطلاق النار بين الطرفين في إدلب، ما أوقع 8 قتلى أتراك بينهم 5 عسكريين، فضلاً عن 13 عنصراً من القوات السورية.
وأرسلت تركيا منذ ذلك الحين تعزيزات عسكرية ضخمة من مئات الآليات إلى المنطقة. وانتشرت القوات التركية في نقاط عدة، أبرزها مطار تفتناز. وأكد شهود عيان، أمس، وصول تعزيزات تركية من جنود وآليات تتمركز في قرية قميناس جنوب شرق إدلب.
وبموجب اتفاق روسي تركي يعود للعام 2018، تنشر تركيا أساساً 12 نقطة مراقبة في المنطقة، باتت ثلاث منها على الأقل محاصرة من قبل قوات الجيش السوري. وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مقابلة نشرت، أمس الأول، دمشق.
وفي الخامس من فبراير الجاري، أمهل الرئيس رجب طيب أردوغان دمشق حتى نهاية الشهر الجاري، لسحب قواتها من محيط نقاط المراقبة التركية.
إلا أن الجيش السوري واصل عملياته. وأكد في بيان، أمس الأول، أن «محاولات الدول الداعمة للإرهاب لن تفلح في الحد من الانهيار المتزايد في صفوف تلك التنظيمات الإرهابية».

700 ألف نازح
ومنذ سيطرة الفصائل المتطرفة والمقاتلة على كامل إدلب في عام 2015، تصعّد قوات الحكومة السورية، بدعم روسي، قصفها للمحافظة أو تشنّ هجمات برية استعادت خلالها مناطق عدة على مراحل.
ودفع الهجوم الأخير منذ بداية ديسبمر بـ689 ألف شخص للنزوح من محافظتي إدلب وحلب، بحسب الأمم المتحدة.
وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون: «يزداد عدد النازحين يومياً بشكل يخرج عن السيطرة».
وأوضح أن «بلدات عدة باتت فارغة، مع ارتفاع عدد الفارين باتجاه مناطق تُعتبر أكثر أمناً شمالاً»، إلا أن تلك المناطق أيضاً «تتقلص تدريجياً مع التقدم الميداني المستمر في مواجهة القوات المعارضة».
وتعتبر موجة النزوح الأخيرة من بين الأكبر منذ اندلاع النزاع عام 2011. وهي وفق سوانسون «تفاقم الوضع الإنساني السيئ أساساً» منذ نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ نهاية أبريل حتى نهاية أغسطس جراء حملة عسكرية مماثلة لدمشق بدعم من موسكو في تلك الفترة. وحذرت منظمات إنسانية دولية من «كارثة إنسانية» جراء موجة النزوح الضخمة.
وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، ولم يجد كثير منهم خيماً تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء أو في سياراتهم أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء.
وأسفر الهجوم أيضاً منذ ديسمبر عن مقتل أكثر من 350 مدنياً، وفق حصيلة للمرصد السوري.
وقتل تسعة مدنيين، بينهم ستة أطفال، مساء أمس الأول، في غارات أكد المرصد أن طائرات روسية شنتها في أبين سمعان «المكتظة بالنازحين» في ريف حلب الغربي.
وذكر شهود عيان أن عناصر من الدفاع المدني السوري كانوا يبحثون وسط الظلام عن ضحايا تحت أنقاض مبنى مدمر. وتأتي الغارات غداة مقتل 20 مدنياً في قصف روسي وسوري في محافظتي إدلب وحلب.

طريق حلب دمشق
ومنذ ديسمبر الماضي، تركز هجوم قوات الجيش السوري على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم على ريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي «إم 5» الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسة عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
وسيطرت قوات الجيش السوري على عشرات القرى والبلدات، أبرزها مدينتا معرة النعمان ثم سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وفي نهاية الشهر الماضي، قال مصدر عسكري سوري لصحافيين: «يسعى الجيش السوري لتأمين كامل الطريق الدولي».
وباتت «هيئة تحرير الشام» والفصائل، بحسب المرصد، تسيطر على 52 في المئة فقط من محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات الثلاث المحاذية لها، حلب وحماة واللاذقية.

6 قتلى بانفجار «مفخخة» في عفرين
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بمقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة 23 آخرين جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والميليشيات الموالية لها بريف حلب الشمالي الغربي.
وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرًا له في بيان صحفي: «إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالة خطرة».
وتشهد مدينة عفرين تفجيرات متكررة، حيث تتهم الميليشيات المسلحة الوحدات الكردية بالوقوف وراء تلك التفجيرات.
وتسيطر هذه الميليشيات المدعومة من الجيش التركي على عفرين منذ منتصف مارس عام 2018، بعد الغزو التركي، وطرد الوحدات الكردية من المدينة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©