السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علياء بنت غدير وداعاً يا ابنتي

علياء بنت غدير وداعاً يا ابنتي
10 فبراير 2020 02:49

لم تخبرنا أنها تتهيأ للرحيل، لم نلحظ تلك العلامات التي يتحدثون عنها حينما يدنو الأجل، غابت المعتقدات والأفكار، ما كانت علياءَ إلاّ عروسٌ تتهادى بيننا كسماء، فارهة الحضور، باذخة الحديث، إنسانة في سلوكها، «حِشيم» في إطلالتها، أم عبدالله وفاطمة رحلت عن الدنيا لكنها في قلوبنا تستوطن كلَ نبضٍ فيها ابنة، وزوجة ابنٍ هو حمد الذي أغلق الدنيا وعينيه وحياته كلها على علياء وطفليهما.
علياء بنت غدير لم تعلم بأنها ستصبح وسماً في تويتر كما هو وُسِم الوجع في قلوبنا، لم تكن تعلم بأن الدنيا كلها ستضج دعاء لها بالرحمة والعفو والسماح ابنة السابعة والعشرين ربيعا التي بدأت الحياة تبتسم لها لم تمهلها الأقدار، رحلت وفي قلوبنا لوعة عظيمة، وجرح لن يبرأ مع الأيام، إنه قضاء الله عليها وعلينا ونحن مؤمنون غير أن الفقد عظيم، الفقد يحيل الاخضرار إلى سواد، والبياض إلى عتمة، والفرح إلى حُزن عظيم.
ابنتي علياء لم أتوقع بل لم نتوقع بأن رحيلك قريب جداً، وأن الوقت قد حان ونحن في غمرة الحب والتعلق بك وبأبنائك سعداء بتلك الابتسامة البهية، والبساطة السّخية في كل شيء رغم ثراء الداخل والخارج بالخلق الرفيع، وبسمو القيمة التي نعرف تماماً أنها كبيرة بحجم محبتك قي قلوبنا.
يوم الثلاثاء الماضي لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لنا كان اليوم البصمة التي لا تنسى، يوم تعرُض ابنتنا علياء غديرالحميري رحمها الله وابننا حمد الحميري إلى حادث مروري غير متوقع في المكان والزمان غيرالمتوقع كذلك، لكنها إرادة الله ورحمته بنا، علياء فارقت الحياة بين يدي زوجها الحبيب وهو ينتظر سيارة الإسعاف في منطقة سويحان، كل شيء عند الله بمقدار، وهو القائل «كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه» هي إرادة الله ما من شك في ذلك، غير أن السؤال يظل قائماً وحارقاً جداً كيف لمنطقة مكتظة بالسكان وشوارعها لا تهدأ لا توجد فيها سيارة إسعاف لإنقاذ مصابي الوقت الحرج؟
أيتها الراحلة إلا من قلوبنا، ونبضنا، أبناؤك الذين بين أعيننا وبداخلها، ما كان رحيلك متوقعاً يا ابنتي، يا ابنة الضياء والحب والحنان والسكينة وكل الأشياء الجميلة في الحياة، علياء سامحينا يا ابنتي ما توقعنا هذه المغادرة السريعة التي أخذت الفرح والحياة معك، اللهم لا اعتراض، اللهم لا اعتراض، يا رب رفقا بحبيبتنا يا الله، تقبلها بعفوك ورضاك وأمنك وأمانك، واربط على قلب زوجها، ووالدتها، ووالدها وقلوبنا جميعا يا أكرم الأكرمين، إنا لله وإنا إليه راجعون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©