(هلا بعيال زايد، والوفا كله)..
في يوم الفرح، والعود الحميد، تبدو الكلمات طيورا بأجنحة
العز، والكرامة، والفخر، والإكبار لرجال عاهدوا فأوفوا، ووعدوا فصدقوا، وساموا الروح رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الحق، وإبراز الحقيقة دامغة، بالغة النضوج، نابغة في سماء الحرية والإباء، هؤلاء هم عيال زايد الذين رسخوا في ضمير الوطن والمواطن صورة مثلى للتفاني، والتضحية، من أجل نصرة الشقيق، ومعاضدة الصديق، هؤلاء الشوامخ، الرواسخ، والرواسي الذين أبلوا بلاء حسنا في ساحات الشرف، وضربوا نموذجا
للروح الإنسانية التي روت من دمائها شجرة الحرية على أرض بلقيس، وسقت بحبها شرايين الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين باغتتهم قوى الشر، والعمالة للخارج.
هؤلاء هم أبطالنا الذي أحرقوا شموع التضحيات لإضاءة الطريق أمام اليمنيين، لكي تصبح شعابهم، وهضابهم، وجبالهم، وسهولهم، مصابيح، تشير بالبنان، والبيان إلى طريق الحق، والحرية، وتحرير بلادهم من أيدي البطش، والطغيان، وتخليص اليمن من الرثاثة والغي، وغبار الأيديولوجيات العقيمة، والباطنية السقيمة، والإثنية الأثيمة، والشيفونية الأليمة.
أبطالنا، فلذات أكبادنا، نبت مجدنا ووجودنا، وسحر وجدنا، وفخر وجداننا، هؤلاء هم الذين وضعوا على عاتقهم مسؤولية التصدي للظالم، والمفتري الجبان، ملتزمين بأخلاق النبلاء، والنجباء، وأبناء زايد، ونسل الصحراء الأبية، هؤلاء الذين حملوا على أكتافهم بنادق البوح الشفيف، مؤتزرين قيم الأولين، وسجايا السالفين، وثنايا المؤسسين، ممسكين جذر الحقيقة، وجديلة الحق، سائرين على نهج الصحابة، والأنبياء، والأولياء
الصالحين، ناهلين من نبع العادات، وتقاليد الأجداد، والأسلاف، هم نسل هذا التراب الطاهر، هم من صلب الأرض الطيبة، وترائب حباتها النقية. هؤلاء اليوم يعودون إلى أرض الوطن، مهنئين أمهات الشهداء الأبرار الذين عطروا أرض الوطن بأرواح سخية عطية بهية، زاهرة بالنجابة، وسحر المهابة.
شهداؤنا من نبض قلوب أمهات ماجدات، عصيات على الانحناء، طيعات في البذل والصبر على الشدائد، فائضات بالعطاء، ساهرات على ترتيب مشاعر الأبناء، وتهيئة الفلذات ليوم تشتد فيه الصقال القواطع، وتحمر فيه ألسنة الوغى، لأجل أن يبقى الوطن دائماً في العلا حراً أبيا معافى من
الضعف والوهن.
شكرا لأبطالنا، وحمى الله وطننا من كل مكروه.