عندنا مثل يقول «الحكي غير الشوف»، أي الكلام غير النظر، ومعاينة الأمور على أرض الواقع، تختلف عن السرد اللفظي، ومن رأى ليس كمن سمع.
ومن رأى التنظيم المدهش في دورة الألعاب لأندية سيدات العرب في الشارقة والتي انطلقت بمبادرة وفكرة من قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، سيعرف أن التفاني والحب أهم من الدقة والمثالية، فكل العاملين في التنظيم من السيدات والمتطوعات، يعشقن الرياضة، ويسعين إلى تمكين المرأة، وهو ما تفعله القيادة الإماراتية على أعلى المستويات، بدعم ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» التي منحت المرأة ما تستحقه من مكانة وتمكين ودعم ورعاية، حتى وصلت لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي والوزارة والنيابة البرلمانية والقيادة الإعلامية وحتى الفضاء.
ومن رأى حماسة المشاركات الواضحة في عيونهن، وفي حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف جمعتهن الشارقة للمرة الأولى منذ سنتين، في ظل غياب «غريب» لدورات الألعاب العربية للمنتخبات والأندية، من رأى هذه الفرحة سيعرف كم تلهج ألسنتهن بالشكر للشارقة ولسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي جمعت سيدات يمثلن 78 نادياً من 18 دولة عربية.
ومن رأى قوة المنافسات في الرياضات الجماعية، مثل كرة السلة والطائرة، والشغف في رياضات مثل الفروسية ورماية القوس، والتحدي في بقية الألعاب، سيعرف أننا بحاجة لمثل هكذا دورات تهيئ بناتنا للمنافسات القارية والعالمية والأولمبية.
ومن رأى وسمع النقاشات التي دارت في جلسة مستقبل الرياضة النسائية في الإعلام العربي، سيعرف أننا خرجنا بتوصيات مهمة، يمكن لها في حالة تبينها وتنفيذها، أن تغير وجه الرياضة النسائية العربية، وتدفع بها إلى آفاق تستحقها، وإلى مساحات هي قادرة عليها إنْ وجدت الدعم والرعاية والمتابعة والتحفيز ثم التكريم والتمكين، ولا ننسى أن دولاً بأكملها لم تحرز ذهبية أولمبية واحدة في تاريخها، إلا عبر سيدة، كما حدث مع السورية غادة شعاع التي حققت لبلادها أول ذهبية أولمبية وأول لقب عالمي في لعبة السباعي، إحدى مسابقات ألعاب القوى التي منحت العرب تقريباً معظم ميدالياتها الأولمبية، ولا تزال لعبة شهيدة إعلامياً ليس على مستوى السيدات، بل على مستوى الرجال أيضاً.