الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مكبات راقية لتدوير النفايات الذكية

مكبات راقية لتدوير النفايات الذكية
8 فبراير 2020 00:03

حسونة الطيب (أبوظبي)

في حين تشكل المخلفات الإلكترونية مشكلة تقض مضجع العالم بأسره، يخلف تعدين موارد جديدة بحثاً عن مواد إلكترونية، دماراً لا تخطئه أي عين بصيرة.
وكلما زاد تطور الجهاز الإلكتروني، صعبت مهمة تدويره. وتتضمن الأجهزة الإلكترونية من، هواتف ذكية ولوحية وكمبيوترات محمولة أو حتى التلفزيون، بداخلها مواد غالية الثمن.
وعندما ينتهي المطاف بهذه الأجهزة في مكبات النفايات، تكون هذه المكونات القيمة حبيسة بداخلها.
ولتدويرها، لا بد من تصنيفها وفرزها لنزع الأسلاك منها وسبك المواد المعدنية مع بعضها بعضاً.
كما يتم فرز مادة الألمنيوم والبطاريات في أوعية مختلفة.
أما المواد الأخرى، مثل النحاس، فيتم ضغطها ومن ثم صهرها، لبيعها للشركات التي تسخرها لصناعة منتجات جديدة.
تقوم الدول الغنية، بتصدير معظم مخلفاتها الإلكترونية للدول الفقيرة، حيث عادة ما يصحب عمليات الطمر والتدوير مشاكل بيئية على حساب تلك الدول، وفقاً لأكاديمية دي دبليو الألمانية لتطوير وسائل الإعلام العالمية.
ومهما غلا ثمنها وارتفعت قيمتها، فإن مصير السلع الإلكترونية الاستهلاكية، مكبات النفايات.
وبينما يقوم مصنع هدرسفيلد في بريطانيا، بمعالجة 8 آلاف طن متري من النفايات سنوياً، لا يعدو ذلك عن كونه نقطة في محيط، بالمقارنة مع ما يزيد على 44 مليون طن متري من النفايات حول العالم سنوياً، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتتميز الهواتف الذكية، بصعوبة بالغة في تدويرها، خاصة أن الشركات المصنعة لهذه الهواتف، لا تشكل طرفاً في عمليات التدوير ولا تبدي رغبة في الأجهزة بعد نهاية عمرها الافتراضي. ووفقاً لتقرير صدر عن منظمة السلام الأخضر «جرينبيس» البيئية العالمية، ارتفعت الطاقة التي يتم استهلاكها سنوياً في صناعة الهواتف الذكية، من 75 تيراواط ساعة في 2012، لنحو 250 تيراواط ساعة في 2016.
وتتضمن الهواتف الذكية أيضاً، تربة نادرة، يصاحب استخراجها مصاعب جمة ومتعددة.
وبحسب تقرير نشرته الجمعية البريطانية الملكية للكيمياء، يتضمن الهاتف الذكي في المتوسط، 30 عنصراً مختلفاً، ترتفع لأكثر من 70 في الهواتف الذكية الحديثة. ومن بين هذه العناصر، التنتالوم والإيتريوم والغاليوم والإنديوم والزرنيخ، كلها أساسية وربما تتطلب 100 عام لنفادها.
والإنديوم على سبيل المثال، أساسي في صناعة الشاشات التي تعمل باللمس. واستخراج هذه الرواسب العميقة، يستهلك طاقة كثيرة ويخلف نفايات سامة. وفصل النفايات الإلكترونية من الهواتف الذكية مثل، النحاس والألمنيوم والرصاص والزجاج والبلاستيك، مهمة غاية في الصعوبة، نظراً لاستخدام مواد لاصقة قوية بدلاً من المسامير.
ورغم الجهود المبذولة لاستخراج المواد الثمينة من الهواتف الذكية، لا يتعدى تدوير التربة النادرة في الوقت الحاضر 1% فقط.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الشركات الصناعية للاستغناء عن الوقود الأحفوري في المستقبل، تزيد الحاجة أكثر فأكثر للتربة النادرة لدعم النظام الكهربي.
وعلى الجانب الاستهلاكي ولإغلاق هذا الباب، تبرز بعض البدائل لأسماء الهواتف الذكية المشهورة، حيث تسعى مثلاً شركة فيرفون، لاستخدام مواد أطول استدامة وتصميم منتجات تعيش أطول ويسهل إصلاحها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©