قبل أيام أُضيئت أبرز معالم الإمارات، وفي مقدمتها برج خليفة في دبي، وقصر الإمارات وبرج «أدنوك» في العاصمة بألوان علم جمهورية الصين الشعبية الصديقة، تعبيراً عن التضامن معها، وهي تخوض مواجهة شرسة مع فيروس كورونا الجديد.
لفتة حضارية راقية هي امتداد للموقف الإنساني النبيل والحضاري الراقي لقيادتنا الحكيمة التي أكدت وقوفها مع الأصدقاء الصينيين في هذه الظروف الصعبة عقب انتشار الفيروس.
كما تجلت الوقفة الإماراتية بمبادرات عرضتها الدولة لتقديم العون والانضمام للجهد الدولي ليس فقط باتخاذ إجراءات احترازية لمحاصرة الفيروس، وإنما دعم الجهود والأبحاث العلمية للقضاء عليه، وقد ظهرت بوادره في خفض مستوى ومعدل الإصابات، وكذلك تماثل مصابين للشفاء، ومغادرتهم المستشفى الذي كانوا يعالجون فيه بالصين.
من داخل بلاد التنين الأصفر العملاق تقدم لنا بعض التقارير الإعلامية المنصفة الروح الإيجابية والتضامن الواسع، والتلاحم الوطني التي تعامل به الصينيون مع الأزمة، يشدون أزر بعضهم بعضاً، ويدعمون سلطات بلادهم التي استنفرت جهودها، ونجحت في بناء العديد من المستشفيات، حيث تنافس نحو عشرة آلاف عامل ومهندس، وهم يشغلون في وقت واحد ما يزيد على 800 آلة ومعدة لينجزوا في عشرة أيام مستشفى متكاملاً يسع لألف شخص، ويُسلّم للسلطات في هوشنشان بمحافظة ووهان التي ظهر منها الفيروس، وذلك لعلاج المصابين، بينما استغلت وكالات غربية أخرى تزعم المهنية والمصداقية الوضع لتأجيج وتهويل ما يجري، ووظفته وقوداً للحرب التجارية على العملاق الصيني.
الصين قدمت في هذه الأزمة درساً عظيماً في إدارة الأزمات رغم الخسائر الهائلة والجسيمة في الأرواح والاقتصاد، الأمر الذي يدفعنا للتوقف أمام سؤال افتراضي كبير، ماذا لو أن الفيروس القاتل ظهر في دولة لا تملك مثل الإمكانيات البشرية والفنية المتوافرة لدولة عظمى كالصين؟.
أمام هذه الصور والمواقف الإيجابية، تجد محلياً بعض الممارسات والتصرفات السلبية التي تنم عن عدم إدراك وفهم لطبيعة الإجراءات الاحترازية المطلوبة، والتي اتخذتها الدولة، مثل الذي يدعو لمقاطعة الواردات الصينية، وبالذات الخضراوات والفواكه رغم عدم وجود أي دليل علمي على انتقال العدوى من خلالها.
كما آلمني شكوى أولياء أمور تلاميذ صينيين من العزلة التي يعاني منها صغارهم في مدارسهم.
موقف الإمارات ينم عن ثقة تامة بأن الصين ستجتاز الاختبار الكبير بنجاح وتفوق من أجل الصين والإنسانية قاطبة.