هكذا عنوّن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، كلمته متحدثاً عن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائلاً «إن زايد من الشخصيات الفذة التي أجمعت العقول والقلوب على محبتها، والإقرار بعظمة سيرتها وسمو أخلاقها وكريم مناقبها، وهو ما شهد به القادة ورجال الدولة والمفكرون والمؤرخون والأدباء».
كلمة تصدرت أحدث إصدار عن شخصية الراحل الكبير كتاب «زايد بن سلطان آل نهيان، سيرة التحول والنهوض» لمؤلفيه الدكتور علي بن تميم والدكتور خليل الشيخ، والذي جرى إطلاقه في حفل أنيق صباح أمس الأول بمنارة السعديات برعاية سموه، وبتنظيم دائرة الثقافة والسياحة، شريك «أبوظبي للإعلام» في الإصدار الذي ما أن سمعت به حتى برز أمامي وغيري تساؤل عما سيضيفه عن شخصية تربعت قلوبنا وأسرت عقولنا بحضورها البهي رغم رحيلها.
في الندوة النقاشية المواكبة للإطلاق، حلّق بنا المؤلفان باتجاه آفاق جديدة تُغني المعرفة وتُثري أبعاد شخصية تحتمل المزيد من البحث والتنقيب. فرغم كل ما كُتب وصدر والندوات والمؤتمرات التي عُقدت ومرور أكثر من سنة على «عام زايد»، ما زلنا بانتظار جديد يضاف للسيرة الخالدة للقائد الخالد، وكما قال الشيخ هزاع بن زايد «ما نزال نتطلع إلى المزيد من البحوث والأعمال التي تدرس حياة الراحل الكبير، وما شهدته من تحولات عظيمة، وتتأمل مرجعياته الفكرية التي استطاعت بناء دولة أسعدت الناس وشكلت مصدر إلهام للإنسانية، وتتوقف عند منجزها التاريخي، فقد كان زايد رجل بذل وعطاء وإحسان، وكانت الثروة عنده وسيلة لإسعاد شعبه وإسعاد بني البشر». داعياً الباحثين للتعمق في دراسة مختلف المسائل التي يتوقف عندها الكتاب، وكذلك الغوص عميقاً في الموروث «كي يتبينوا أن تطورنا هو ثمرة جهد مستمر، وأن الحفاظ على هذا الموروث هو حفاظ على الذاكرة الوطنية».
ولعل أحد أسرار معادلة النجاح الإماراتية -كما وضع معالمها وملامحها الراحل الكبير- هذه القدرة المتمرسة والمتمكنة على استيعاب التطورات الهائلة من دون قطيعة مع الموروث، وتطويع تلك القدرات لتحصين وصقل الهوية واللحمة الوطنية.
ستظل سيرة زايد ملهمة للأجيال والعالم بروح تميزت بالبساطة والتواضع والانفتاح على العالم وحضاراته وعلومه وثقافاته، وشكراً لكل من غاص واجتهد ليقدم لنا درراً وجديداً من معين لا ينضب.