لا أدري، إلى متى تتحول اللقاءات العربية العربية إلى ما يشبه المعارك الرياضية، التي لا يعلم أحد حجم خسائرها، فالأحداث المؤسفة التي وقعت في ملعب الجوهرة الزرقاء، خلال لقاء (قمة وادي النيل)، ما بين الهلال السواني والأهلي المصري، ليست سوى حلقة في سلسلة الأحداث، التي لطالما قدمت وجهاً سيئاً للكرة العربية، وعندما تتوقف المباراة المؤهلة للدور الثاني الإفريقي عند الدقيقة 76 لمدة 13 دقيقة، بسبب الشغب الجماهيري، مما أدى إلى دخول قوات الأمن والكلاب البوليسية أرض الملعب، لحماية اللاعبين وطاقم التحكيم، فإن ذلك من شأنه أن يعرّض (هلال الملايين) لعقوبات كان في غنى عنها.
وأن يضطر المغربي رضوان جيد، الذي أدار المباراة بكفاءة عالية، للبقاء داخل الملعب لفترة طويلة بعد المباراة، خشية بطش الجماهير، فإن المشهد لا يليق بجماهير تعشق كرة القدم، وتدرك أن فريقها ليس في أفضل حالاته، وأن الفوارق الفنية ما بين الفريقين تصب في مصلحة الأهلي الأكثر خبرة، في حين أن الهلال لم ينجح في استثمار فوزه على النجم الساحلي في رادس، كما أنه دفع فاتورة الظروف الصعبة التي مر بها، ما بين عدم استفادته من اللاعبين الأجانب سوى في آخر مباراتين، ورحيل مدربه حمادة صدقي في توقيت غير مناسب تماماً.
وقبل أسبوع من لقاء الأهلي والهلال، كانت واقعة صالة استاد رادس بين تونس ومصر، في نهائي بطولة أمم إفريقيا لكرة اليد، وبرغم أنها مباراة بين شقيقين، الفائز منهما يتوج بطلاً للقارة، ويتأهل مباشرة إلى أولمبياد طوكيو، إلا أن المباراة شهدت أحداثاً مؤسفة في آخر دقيقتين، حيث توقفت لفترة طويلة بسبب الشغب الجماهيري، بعد أن فقدت الجماهير التونسية الأمل في تعويض فارق الأهداف الخمسة، التي توج بها منتخب مصر بطلاً في نهاية المطاف، وكان من الطبيعي أن تدفع اليد التونسية، التي لطالما فازت باللقب، فاتورة أحداث الشغب، إذ غرمها الاتحاد الإفريقي للعبة بـ15 ألف يورو، فضلاً عن حرمان تونس من تنظيم أي بطولة إفريقية، على صعيد المنتخبات والأندية لمدة خمس سنوات، بينما وجد المنتخب التونسي نفسه في مواجهة كل من فرنسا وكرواتيا والبرتغال، أملاً في انتزاع إحدى بطاقتي تلك المجموعة الحديدية.
وما أكثر المناسبات الرياضية العربية التي خرجت عن النص، وضربت بالروح الرياضية عرض الحائط.
وأمجاد يا عرب أمجاد.!!