بين ثنايا كل لقاء يجمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخاه وعضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ينبجس خير عميم للوطن والمواطنين، واستدامة الرخاء والتقدم والازدهار لمصلحة أجيال الحاضر والمستقبل.
أمس كنا على موعد مع فصل جديد من مسيرة الخير والإنجاز وسموهما يشهدان الإعلان عن مشروع «جبل علي»، وتوقيع اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و«دبي للتجهيزات» لتطوير موارد الغاز الطبيعي في المكمن الجديد الذي تم الكشف عنه بين إمارتي أبوظبي ودبي، وتحديداً بين سيح السديرة وجبل علي، ويضم مخزوناً ضخماً يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، ليضيف لبنة جديدة على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة من الغاز الطبيعي، و«يدعم مشاريعها التنموية الكبرى للمرحلة المقبلة تماشياً مع استراتيجية الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة».
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد سيكون مشروع «جبل علي» شرياناً جديداً لموارد الطاقة، ورافداً لنمو اقتصادنا الوطني واستدامة خطط التنمية بالدولة.
للموقعين في الذاكرة الوطنية وهج خاص، يفيض بذكريات ينبوع خير تدفق على وطن العطاء، فعند عرقوب في ذلك السيح، التقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قبل خمسة عقود وحلم الاتحاد يخفق بين الأضلع، ليضعا وسط ظروف دقيقة أول ملامح ومعالم الدولة الجديدة التي أصبحت اليوم رقماً مهماً ولاعباً إقليمياً ودولياً على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية، وتصدرت قائمة أكبر الدول المانحة للمساعدات الخارجية، انطلاقاً من نهج «زايد الخير» بأن تكون الإمارات دوماً عوناً للشقيق والصديق، ودون تمييز بين البشر، وأن تكون الدولة التي قامت من الحلم الذي رسمه على كثبان تلك الرمال، قبلة للبشر وواحة للرخاء والسلام والأمن والتعايش، تحتضن اليوم الملايين من رعايا مئتي جنسية، يحظون بالعيش الكريم الرغيد على اختلاف أعراقهم ومعتقداتهم.
وفي جبل علي أيضاً وقبل أكثر من خمسة وأربعين عاماً، دشن الراحلان الكبيران محطة جبل علي للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وتبدأ معها الإمارات رحلة التواصل مع العالم وطموح ارتياد الفضاء.
تلك هي إرادة القادة العظام التي تصنع التاريخ ومستقبل الأجيال.