تابعت مبادرة بسيطة لمقيم آسيوي يوزع الكمامات الطبية على مواطنيه في منطقة النهدة بدبي، لفتة بسيطة ولكنها تعبر عن حالة الاستنفار التي يعيشها الناس والمبادرات والممارسات الاحترازية التي ينفذونها بعد أن سيطر حديث فيروس كورونا الجديد على أحاديث المجالس، وتصدر نشرات الأخبار العالمية والعربية والمحلية، وانشغل الناس بمتابعة تطورات انتشار الفيروس وتداعياته ومواقف دول العالم وهي تتسابق لإجلاء رعاياها من المنطقة الموبوءة ووقف رحلات الطيران إليها. وتعرض في الوقت ذاته تقديم المساعدة للصين في إطار الجهد المبذول لمحاصرة الوباء الذي يؤثر على العالم بأسره.
أحاديث المجالس تشعبت وتنوعت في تناول تطورات الفيروس الذي أعلنت الصين ظهور سلالة جديدة منه، وأجمعت على نجاعة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة ممثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع والتنسيق الرفيع القائم بين الوزارة والدوائر والهيئات الصحية، والشفافية التي تعاملت بها وهي تطلع الرأي العام على أي حالات مكتشفة وطرق التعامل معها.
وفي الوقت الذي حرص فيه بعض الأطباء الإماراتيين على التطوع لتثقيف الناس لاتخاذ أساليب وقائية وتعريفهم بالطرق المثلى والصحيحة لاستخدام الكمامات الطبية، جنح البعض في مواقع التواصل الاجتماعي بتأجيج المخاوف ونشر معلومات غير صحيحة.
وهناك من تستهويهم نظريات المؤامرة، حيث ذهبوا بعيداً في تحليل ما يجري، واستعانوا بمقاطع من أفلام هوليوود لدعم نظريتهم وبأرقام براءات اختراع، ونوعية حروب المستقبل التي تعتمد على نشر الفيروسات الوبائية، وتلك التي تشل حواسيب أجهزة المرافق الحساسة كالمطارات والمنافذ وقيادات الجيوش وحتى المصارف، وغيرها من المنشآت في العديد من دول العالم.
الوعي والمسؤولية بعدم تداول الأخبار المغرضة وغير الموثوقة، هما مفاتيح تجاوز تداعيات أخبار الفيروس، وإدراك أهمية نقل الأخبار من مواقعها ومصادرها الرسمية الصحيحة والموثوقة، فالمسألة لا تتعلق بسبق هنا أو هناك، وإنما تتعلق بإثارة حالة غير مبررة، والتسبب في نشر الذعر بين الناس من دون سبب، ومن دون أن يدرك المتسبب في نشر مثل هذه الأكاذيب أن فعلته يعاقب عليها القانون.
وكما بدأنا حديثنا عن الكمامات الطبية، ندعو البلديات لتوجيه الشركات المتعاقدة معها للنظافة، بتبني ممارسات خاصة للتخلص من هذه الأدوات المستعملة حتى لا تكون بدورها أداة لنشر العدوى في ظل غياب الوعي بالكيفية الأمثل للتعامل مع تلك المخلفات. فالوضع دقيق ويتطلب تعاون ويقظة الجميع حتى ينعموا بالسلامة.