التقيت الشيخ راشد بن حميد النعيمي، أكثر من مرة داخل الدولة وخارجها، وأستطيع القول إن هذا الرجل، وكما قال عنه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان في تغريدة التهنئة بمناسبة تسلمه رسمياً رئاسة اتحاد كرة القدم، حين قال عنه: «كلنا ثقة بأنه سيحقق المزيد من الإنجازات للكرة الإماراتية، وسيواصل مسيرة التطوير، حتى تتبوأ هذه الرياضة المهمة المكانة التي تستحقها، سواء في الاستحقاقات الداخلية أو الخارجية».
ومن يقرأ بين سطور هذه التهنئة سيجد عبارة «المكانة التي تستحقها»، وهو ما يعني أن الكرة الإماراتية لم تصل بعد إلى المكانة التي تستحقها، وهي قادرة عليها، لأن هناك فرقاً كبيراً بين أن تتمنى شيئاً، وهو صعب التحقيق وخارج إمكانياتك وقدراتك، وبين أن تتمنى شيئاً أنت قادر ومؤهل للوصول له.
وقياساً على رؤية قيادة الإمارات، وقياساً على ما تحقق لها خلال أقل من 50 سنة من عمر اتحادها، وقياساً على إنجازاتها التي وصلت إلى الفضاء، وباتت الدولة قبلة أنظار أكثر من 55 مليون زائر وسائح لها في السنة الواحدة، لتصبح أحد أهم المعالم السياحية والاقتصادية والسياسية والإبداعية في المنطقة والعالم.
قياساً إلى كل ما أنجزته الدولة من قدرة على المنافسة، فإن كرة القدم ما زالت بعيدة بأشواط كثيرة عن مسايرة التطور المذهل الذي يصيب كل مفاصل الدولة، مع اعترافنا أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا، ووصافة أمم آسيا 1996، والتتويج بـ «خليجي 18»، و«خليجي 21»، والمنافسة على مستوى الفئات السنية، وتتويج العين بطلاً لدوري أبطال آسيا عام 2003، ووصوله إلى النهائي مرتين بعد ذلك، وكذلك الأهلي، كانت فورات، ولكنها بقيت طفرات، على العكس مثلاً من التجربة السعودية رغم غيابها عن كؤوس العالم من 2006 حتى 2014، إلا أنها رقم صعب في كل البطولات الخليجية والعربية والآسيوية، ومثلها اليابانية والكورية والإيرانية والأسترالية، ولكن «الأبيض» الإماراتي «حبة فوق وحبات تحت»، إضافة إلى الاحتراف غير المكتمل في «نظري» للدوري الإماراتي وللأندية المحلية، وغياب الجماهير عن المنافسات، ومنظومة كرة القدم نفسها، هي التحديات الأبرز أمام الشيخ راشد بن حميد وفريقه، وأعتقد أننا يجب أن نصبر على الاتحاد الجديد، بدل الانفعالية في الانتقاد «كما سمعت بعد خمسة أوزبكستان الآسيوية مثلاً».
ولنقف جميعاً جماهير وإعلاماً وخبراء وأندية مع الاتحاد، حتى نعرف كيف سيدير اللعبة، وهل سيطورها فعلاً كما نتمنى ونشتهي؟، شخصياً واثق أن الإجابة نعم والأيام بيننا.