تابعت بكل اعتزاز وإعجاب مقطعاً مصوراً جرى تداوله مؤخراً لمعالي عادل الجبير وزير الشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو يرد على صحفية أجنبية أرادت إحراجه في ندوة دولية حول ما قدمته المملكة باعتبارها قائدة العالم الإسلامي للاجئين السوريين منذ اندلاع الصراع في بلادهم.
جاء الرد هادئاً ولكن صاعقاً من التلميذ النجيب لأمير الدبلوماسية السعودية الراحل سعود الفيصل، رد عليها بأن المملكة أصدرت أكثر من مليونين ونصف المليون تأشيرة للاجئين السوريين منذ بدء الأزمة، مضيفاً بأن هناك ما بين 600 إلى 700 ألف لاجئ لا يزالون في المملكة، وليس بينهم لاجئ واحد يعيش في مخيم.
وقال: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه بمنح كل السوريين في المملكة تصاريح إقامة، وأصبح لديهم الحق في الحصول على الخدمات الصحية والرعاية والأمن، وليس بينهم شخص واحد يعيش في خيمة وجرى تعريضه لعدسات الفضائيات ووسائل الإعلام».
وأشار إلى «أن المملكة فعلت الأمر ذاته أيضاً مع اليمنيين، حيث وصل منهم إلى المملكة قرابة المليون لاجئ، ولا تقوم المملكة بتصويرهم احتراماً لثقافتها، فهم جاؤوا للحصول على الأمن وحصلوا عليه بالفعل».
وبهدوئه المعتاد وكياسته ولباقته شكر الجبير الصحفية لإتاحة الفرصة لتوضيح موقف بلاده للرأي العام من قضية هي إنسانية في المقام الأول.
والشيء نفسه قامت وتقوم به دولة الإمارات حيث جاءت توجيهات القيادة الرشيدة بمنح إقامات مجانية لرعايا الدول التي تعاني من كوارث وحروب ومن بينهم الأشقاء من اليمن وسوريا وليبيا، ووفرت لهم الرعاية والتعليم والتأمين الصحي وفرص العمل، ودون ضجيج إعلامي ومتاجرة.
قبل ذلك تابعنا تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الكبرى عن احتضان بلاده لأكثر من ستة ملايين شخص من رعايا دول عربية شقيقة تعاني تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية والاقتصادية، ويحظون بكل الرعاية والتقدير، مضيفاً أن بلاده لا تعتبرهم «لاجئين» وإنما «ضيوف» يستحقون كل الاحترام ومساعدتهم على العيش الكريم، بعيداً عن أولئك المتاجرين بمعاناتهم واستغلال وجودهم وتهديد أوروبا بإغراقها باللاجئين إذا لم تذعن لابتزازهم.
مواقف أصيلة من صميم قيمنا وعاداتنا في إغاثة الملهوف ونجدة المحتاج من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بشقيق عربي تربطنا به روابط الدم والدين ووشائج القربى؟!