تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن استعداد الإمارات لتقديم أشكال الدعم للصين الصديقة، والتعاون مع المجتمع الدولي للتصدي لفيروس «كورونا الجديد»، تعبّر عن الروح الإماراتية السباقة دوماً لتقديم يد العون والمساعدة والانضمام لكل جهد خير يسهم في خدمة البشرية، مع اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة للتعامل مع الظروف الاستثنائية المترتبة على الأوضاع الناجمة عن تفشي وباء خطير يتهدد سلامة المجتمعات، ويحد من تقدمها وازدهارها.
روح الإمارات كانت حاضرة ومتجلية مع حماس مجموعة من الباحثين الإماراتيين، وهم يعكفون على إجراء التجارب بهدف التوصل إلى لقاح يعالج المرض سريع الانتشار، سرعة أكدت لنا أن العالم بالفعل قرية صغيرة، وما من بلد بعيد عن آثار وتداعيات ما يجري في بلد آخر مهما كان نائياً أو في أقاصي الأرض، فالصين التي كان يضرب بها المثل في النأي تربطها اليوم مع كل العالم -ومن بينها الإمارات- عشرات الرحلات الجوية يومياً.
حماس أولئك الباحثين الإماراتيين الشباب ينطلق من هدف إنساني نبيل، يحمل طموح وأمل أن تكون نهاية فيروس مرعب على يد علماء من الإمارات، ليخلد التاريخ اسم الإمارات في شأن علمي وصحي، وينهي معاناة البشر.
وجود كوكبة من العلماء والباحثين الإماراتيين الذين يتواصلون مع مختبرات عالمية شهيرة، ومن بينها مختبرات في الصين تتعامل معها كبريات شركات إنتاج الأدوية في العالم، يعبّر عن فخرنا واعتزازنا بثمرة زاهية من ثمار مسيرة مباركة، استثمرت طويلاً وعميقاً في الإنسان على أرض هذا الوطن الغالي بتوفير فرص التعليم من دون قيود ولا حدود من أجل تأهيله تأهيلاً عالياً، وفي أدق مجالات وميادين العلوم بمختلف حقولها وميادينها، وأولت جانب البحث العلمي كل الرعاية والاهتمام والدعم.
بعض هؤلاء الباحثين لا يتردد في الإنفاق على البحث الذي يجريه من ماله الخاص، لأن الهدف سامٍ ونبيل ولا يقدر بثمن عندما يرتبط بأغلى اسم في الوجود «الإمارات» وبلاد زايد الخير، في شأن يرسم الابتسامة على الوجوه، ويسعد قلوباً أنهكها القلق والتعب والمرض.
علماء وباحثو الإمارات حقيقة شاخصة تحتاج منا لكل الرعاية والدعم والاهتمام، ولكن للأسف البعض لا يزال يصر بأن «زامر الحي لا يطرب»، بينما زامرنا أصبح يطرب ويبدع، ولكنّ المشككين فيه لا يعقلون.