في الكانتون الواقع شرق سويسرا القابع في أحضان جبال الألب، تستلقي مدينة دافوس التي تكسوها الثلوج الكثيفة في مثل هذه الأوقات من العام، وتجعل منها أحد أشهر وجهات التزلج على الجليد للأثرياء، حيث لا تقل تكلفة المبيت لليلة الواحدة عن خمسة آلاف دولار.
دافوس تحولت من قرية صغيرة وادعة لمدينة تحظى بشهرة واسعة لكثرة المؤتمرات والملتقيات الدولية التي تحتضنها، وفي مقدمتها المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انطلقت دورته الجديدة مؤخراً، وهو يحتفل باليوبيل الذهبي للمنتدى الذي تحول منصة عالمية تستضيف قادة وزعماء العالم.
في ذلك المنتدى حرصت الإمارات على أطلاق رسالة عظيمة جليلة تحمل في طياتها رسالة «أمل عالمية» للملايين من الشباب في أكثر من 50 دولة حول العالم، تهدف لتأهيلهم بتعليمهم لغة البرمجة مجاناً، ويعد «البرنامج التدريبي الأفضل والأشمل من نوعه عالمياً» بحيث يكون متاحاً مجاناً لملايين الشباب في العالم، لمساعدتهم على بناء «مستقبل مزدهر وواعد لهم في المجتمعات الفقيرة والأقل حظاً».
لقد كان اعتناء دولة الإمارات بالتعليم في تلك المجتمعات الهشة شاملاً ومتواصلاً عبر المبادرات العديدة التي تستهدف تمكينهم علمياً باعتباره مدخلاً من مداخل قهر الفقر ودحر اليأس والإحباط.
وعشية إطلاق مبادرة «المبرمج العالمي» كأكبر مشروع تدريبي يوفر منصة مجانية على الإنترنت لتدريب خمسة ملايين شاب وشابة في المجتمعات الفقيرة على لغة البرمجة، كانت الإمارات ومن دافوس أيضاً تعلن عن استضافة أضخم حدث إنساني لمحاربة الفقر في 26 سبتمبر المقبل، ويتمثل في حفل «جلوبال جول لايف» الذي تستضيفه عشرة مدن حول العالم، ويتوقع أن يشاهده أكثر من مليار ونصف المليار إنسان، تحت شعار «الحلم القابل لتحقيق» والذي يتماهى مع شعارنا «لا شيء مستحيل».
الحضور الإماراتي في دورة هذا العالم لمنتدى دافوس كان رفيعاً وشارك بفعالية في جلساته انطلاقاً من غاية سامية لتبادل الأفكار واستعراض التجربة الإماراتية الملهمة في التنمية وبناء الشراكات ومد جسور التعاون بين الشعوب والحضارات، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من خلال رؤيته لمثل هذه المشاركات التي تؤكد الريادة الإماراتية في العديد من المجالات والميادين، وبالذات على الصعيد الاقتصادي، وكذلك مبادرات دحر الفقر ودعم التنمية في المجتمعات الفقيرة.