تحرص معظم صحف العالم، ومن بينها صحفنا المحلية على إفراد زوايا وأحياناً صفحة لأخبار الحوادث والمحاكم، ليس من باب الإثارة، وإنما للتوعية والحذر بما تقدمه من دروس مستفادة.
من خلال متابعة مثل هذه الزوايا والأخبار يتضح بُعد يحمل هوية مرتكب الواقعة، فالجريمة كالإرهاب لا وطن لها ولا هوية، ولكنها تحمل طابع المكان الذي وفد منه صاحبها، فالأساليب المتخلفة والبدائية تشير إلى أنه يتحدر من مكان ربما كان الأداء الشرطي فيه مختل هش، كأولئك الذي قاموا قبل أيام بالسطو وبأسلوب متخلف على جهاز للصراف الآلي في إحدى مناطق الدولة، بينما كانت كاميرا المراقبة الأمنية تصور كل لحظة!. بالمقابل، تحمل جريمة أخرى معقدة وبأساليب متطورة بصمات وافد من بيئة أخرى تحمل تلك السمات في مجتمعات متقدمة. وفي كل الحالات والوقائع والحوادث تقف العيون الساهرة لرجال الشرطة والأمن يقظة، وبالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن والاستقرار، وارتكاب جريمة مهما كان نوعها.
يقظة عالية وجاهزية أعلى وحرفية ومهنية متفوقة مهدت لأن تكون مدننا وبلادنا أكثر مدن وبلدان العالم أمناً وأماناً، وجعلها قبلة لملايين البشر، مقيمين وزواراً وسياحاً.
احتفاء عاصمتنا الحبيبة أبوظبي أمس الأول بتصدرها أكثر مدن العالم أماناً للعام الرابع على التوالي ومتقدمة على373 مدينة حول العالم، ما هو إلا ثمرة من ثمار ما أغدقته قيادتنا الرشيدة على قطاع الشرطة والأمن من رعاية واهتمام، والاستثمار الكبير في منتسبي الأجهزة الشرطية والأمنية، وتأهيلهم تأهيلاً عالياً أتاح لهم اليوم التعامل مع أعقد الجرائم والتصدي للمجرمين. وكذلك توفير المعدات والأدوات التي تمكنهم من أداء أعمالهم بكل كفاءة ومهنية عالية، وتتجلى في العديد من المواقف المعقدة والصعبة بعيداً عن تلك النوعية من الأخبار التي تصر عليها دوائر وأقسام الإعلام الأمني من على شاكلة العثور على ساعة يد ثمينة لسائحة أجنبية، أو إجلاء زائر تاه فوق الجبال، أو مفاجأته بعيد ميلاده، مع كل التقدير لمثل هذه اللفتات الإنسانية.
جهد كبير لأجهزتنا الشرطية ملموس من قبل الجميع، وكذلك ثماره وشواهده أمامنا، ولا يتطلب تعزيزه سوى المزيد من الشفافية مع الجمهور، باعتباره الشريك الأول لرجال الشرطة، من خلال تكثيف التوعية والانفتاح عبر منصات التواصل الاجتماعي في زمن الفضاءات المفتوحة، وإتاحة المعلومة الصحيحة فوراً للقضاء على أية إشاعة قبل ولادتها.