الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السعادة التجارية.. حين يحسّن «المول» مزاجك!

السعادة التجارية.. حين يحسّن «المول» مزاجك!
23 يناير 2020 00:53

كثيرة هي العوامل الخارجية التي تؤثر في سعادتنا ومزاجنا العام.. لكن هل فكرت في أن طبيعة الحياة التجارية في البلد الذي تعيش فيه، لها دور كبير في ذلك؟
في كتاب «علم النفس الإيجابي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الأبحاث،السياسات والتطبيقات».. تطرح الباحثة في جامعة الإمارات، لويس لامبرت Louise Lambert وزملاؤها، في أحد الفصول جانبا قلما يتبادر للذهن عند الحديث عن السعادة، وهو «الحياة التجارية» وتأثيرها علينا.. للتعرف على الموضوع كان لنا معها هذا الحوار…

* ما المقصود بالحياة التجارية، وما علاقتها بالسعادة؟
الحياة التجارية مصطلح قمنا بصياغته ويشير إلى تأثير القطاع الخاص على سعادة المجتمع. ويشمل التفاعلات التي يقوم بها الأفراد يوميا مع الكيانات التجارية (مثل المولات والمتاجر..) سواء كان ذلك عند التنزه فيها أو شراء منتج أو سلعة أو الاستفادة من خدمة.. هذه التفاعلات لها استجابة عاطفية واضحة.. فكر مثلا في الشعور بالإحراج عندما يتجاهلك أحد مندوبي المبيعات في أحد المتاجر، أو راحتك عندما يكون النادل في المطعم خفيف الظل ومضياف لدرجة تشعر معها أنه صديق جديد يرحب بك.. ما الذي يجعلك تختار الذهاب لمتجر أو متنزه معين؟ جمال المكان والتفاعل البشري أثناء التعامل فيه، يعطي تأثيرا شعوريا قد يكون طويل المدى على سعادتك في الحياة عموما، لأن تأثيره قد يمتد لأطفالك أو شريكك في وقت لاحق من ذلك اليوم.. عندما يكون مزاجك جيدا سيكون تعاملك معهم جيدا وهو مايؤثر في حالتهم النفسية.. كما يمكن للمنتجات ذاتها أن تؤثر في مستوى السعادة، بحيث يتم تصميمها لتعزيز الرفاه الاجتماعي والعاطفي أثناء استخدامها.. سعادة الموظفين ستنعكس على أدائهم وبالتالي على رضا العملاء، لذلك لا يجب أن ننسى أهمية زيادة سعادة العاملين في المكان.. فالموظفون هم جوهر جميع مساهمات الحياة التجارية، وإذا لم يكن المورد البشري سعيدا، فإن أرباح الشركة ستتراجع ولن تتحرك إلى الأمام.. بالإضافة لذلك ينبغي أن تلتزم الشركات بالأخلاقيات والاستدامة والاستثمار المجتمعي ، وليس الاكتفاء بتحصيل الأرباح..

* ما الخطأ في تحقيق المزيد من الأرباح؟ أليس هذا هدف كل مؤسسة تجارية؟
لا توجد مشكلة في ذلك.. لكن دعنا نتفق على أن في الحياة ما هو أكثر من المال.. النمو الاقتصادي ضروري وجيد ، لكن الاعتماد على الاستهلاك الزائد يقوض السعادة، بالإضافة إلى أنه غير مستدام بيئيًا أيضًا. الاستهلاك المنزلي مسؤول عن أكثر من 60% من الانبعاثات في جميع أنحاء العالم و 80% من استخدام المياه والأراضي والمواد.. يجب أن نعيد توجيه نشاطنا ليكون له تأثير بيئي أقل وكذلك تأثير عاطفي أكبر ومستدام على الناس. لسنا ضد تحقيق الأرباح، فقط ندعو لجعلها ذات تأثير إيجابي أفضل على الناس والمجتمعات والبيئة.. وفي هذا الأمر نعتبر أن دولة الإمارات قد حققت نموذجا ملهما يمكن تصديره إلى العالم.

* ما الذي ينبغي للمؤسسات فعله؟
إذا أرادت المؤسسات البدء فعليها التركيز على الموظفين والمديرين في المقام الأول. تذكر أن الهدف ليس مجرد «جعل الناس سعداء».. بل يتعلق بتوفير الظروف الملائمة لتكوين علاقات جيدة وثقة متبادلة وجعل العمل ذو قيمة ومعنى، وبالطبع، إضفاء بعض المرح.. بالإضافة لضرورة تمكين الموظفين والمديرين، ليستطيعوا المضي قدما نحو تطلعاتهم المهنية وبذل ما في وسعهم لتحقيق أهداف الشركة.. وهناك تطبيقات كثيرة لعلم النفس الإيجابي في هذا الصدد. الالتزام بقرار التحول إلى «مؤسسة إيجابية» وما يتطلبه من إجراءات، ليس عملية قصيرة الأمد بل تستغرق وقتا.. إلا أن فوائد تسخير رأس المال البشري نحو الغايات الصحيحة، لا تمتد فقط لأصحاب المصلحة الأساسيين في الشركة، بل تشمل كل من يتأثرون بالحياة التجارية.. بما فيهم المجتمع والبيئة والدولة ككل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©