الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

موسيقيون إماراتيون: شكراً لأعظم الـ «باءات»

موسيقيون إماراتيون: شكراً لأعظم الـ «باءات»
23 يناير 2020 00:53

أكد موسيقيون إماراتيون، أن الملحن والموسيقار وعازف البيانو الألماني لودفيغ فان بيتهوفن، أحد الشخصيات البارزة في الحقبة الكلاسيكية، ويعد من أعظم عباقرة الموسيقا في جميع العصور وأكثرهم تأثيراً، كما يعود الفضل له في تطوير الموسيقا الكلاسيكية، بل وشكّل نقطة تحول بين الكلاسيكية في القرن الثامن عشر، والموسيقا الرومانسية في القرن التاسع عشر.
وفي ذكرى ميلاده الـ250، التقت «الاتحاد الثقافي» مجموعة من الموسيقيين الإماراتيين الذين تحدثوا عن واحدة من أهم التجارب العالمية في الموسيقا التي يمثلها «بيتهوفن»، ومدى تأثيره الموسيقي عليهم، لا سيما أنه رغم مرور العديد من السنوات على وفاته، إلا أنه لا يزال حاضراً في الذاكرة، حيث تقول عازفة البيانو إيمان دحي: «بيتهوفن» اسم خالد في عالم الموسيقا، إذ يعتبر واحداً من عظماء الموسيقا الكلاسيكية، وأعظم الثلاثة الذين وصفهم الشاعر الألماني بيتر كورنيليوس، بأنهم الأفضل في مجالهم (three Bs)، ويقصد أفضل الموسيقيين الذين تبدأ أسماؤهم بحرف الباء وهم: بيتهوفن وباخ وبرامس، وكان تأثيره على الأجيال عميقاً وكبيراً.
وتتذكر دحي، أنها تعلقت منذ صغرها ببيتهوفن، حيث قرأت كتاباً بعنوان: «تطور بيتهوفن الروح»، والذي كان يستعرض الجدلية حول إذا ما كانت الموسيقا تعبر عن مشاعر أو فن مجرد، وأعجبها كثيراً طريقة تفكيره وتعبيره عن مشاعره من خلال الفن والموسيقا، ووصفته بـ «الموسيقي المتمرد والمتجدد»، وتقول: رغم التزام بيتهوفن بالقالب الكلاسيكي، إلا أنه كانت لديه رغبة في التغيير التجديد، فنقل العصر الكلاسيكي إلى العصر الرومانسي، وقدم العديد من المقطوعات التي لم يلتزم بشكل موسيقي معين لها، وأداها بإبداع وتميز، حفر في تاريخ الموسيقا، لافتةً إلى أن هذا التمرد والتغيير أفضل ما تأثرت به من هذا النابغة الموسيقية، وليس في الفن فقط، بل في الحياة الحياتية بشكل عام، خصوصاً أنها قرأت عنه بأنه كل 6 أشهر ينتقل من شقة لأخرى ومن مكان لآخر، وهذا أكبر دليل على عشقه للتغيير.
وتلفت دحي، إلى أنها عزفت العديد من مقطوعات بيتهوفن نظراً لتأثرها الكبير به، كما شاركت في مسابقة «بيتهوفن» في مهرجان أبوظبي للمواهب عام 2016، وحازت جائزة أفضل أداء لبيتهوفن، مشيرةً إلى أن فقدان بيتهوفن للسمع وإصابته بالصمم لم يمنعاه من مواصلة مشوراه في عالم العزف والموسيقى، بل كانا مصدر إلهام لأجيال مختلفة، وتقول: تنفيذه للسيمفونية التاسعة المشهورة وهو أصم، كان دليلاً على القدرة والقوة والإبداع والتعلق الجسدي والروحي بالموسيقى والفن.

الأكثر إلهام
«الموسيقا أكثر إلهاماً من جميع الحكم والفلسفة».. من أشهر أقوال الموسيقار بيتهوفن التي تأثر بها عازف البيانو والمؤلف الموسيقي حمد الطائي، ويقول: بيتهوفن هو الملحن الألماني الأشهر في تاريخ الموسيقا الكلاسيكية، وأحد أفضل عازفي البيانو على مر التاريخ، كما يعتبر شخصية محورية خلال فترة الانتقال من الموسيقى الكلاسيكية نحو الرومانسية، فقد تأثرت بالعديد من مقطوعاته المشهورة التي تنبع منها طاقة إيجابية وروحية، إلى جانب السيمفونيات المختلفة التي قدمها آنذاك، وكانت مختلفة وبعيدة كل البعد عن بقية المؤلفين العالميين مثل شوبان وباخ.
ويؤكد الطائي، أن تجربة بيتهوفن في عالم الموسيقا تعتبر مرجعاً للأجيال، خصوصاً أنه عرف بمقولة «الأصم الذي غير تاريخ الموسيقا»، فرغم أنه يعد من أعظم الموسيقيين في التاريخ، إلا أن هذه التجربة كانت الأقوى والأكثر إلهاماً للجميع، خصوصاً أنه قدم أعظم موسيقاه وهو يعاني ضعف السمع في البداية، ثم قدم مقطوعات أخرى بعد أن أصيب بالصمم نهائياً، حيث ألف السيمفونية التاسعة ولم يسمع منها شيئاً، وفى العرض الأول للسيمفونية عام 1824 وقف الجمهور 5 مرات ليحييه بجانب التصفيق، وكانوا يلقون بقبعاتهم ومناديلهم في الهواء للفت انتباه بيتهوفن الأصم.
ويتابع: لم يتوقف بيتهوفن عن العزف بعد أن أصيب بالصمم، وكان يستخدم المحادثات الكتابية للتواصل مع الناس، واستمر في استخدامها في العشر سنين الأخيرة، وكان الناس يخاطبونه عن طريق الكتابة أيضاً، وهي تجربة إنسانية لا تزال الأجيال تنظر إليها بعين الاعتبار، على سبيل أن بيتهوفن واحد من أعظم المؤلفين الموسيقيين في تاريخ البشرية.

علامة فارقة
تؤكد المؤلفة والعازفة الموسيقية إيمان الهاشمي – أول ملحنة أوركسترا إماراتية - أن الاحتفال بذكرى ميلاد بيتهوفن الـ250 ضمن احتفالية ضخمة، هو أقل ما يمكن تقديمه لموسيقي استطاع أن ينقل العصر الكلاسيكي إلى الرومانسي، وتقول: «بيتهوفن» يعتبر من العظماء الخالدين في تاريخ الموسيقا، وعلامة فارقة لكل الأجيال، وكانت ولا تزال مقطوعاته عبارة عن مدارس موسيقية، يستفاد ويتعلم منه الكثير.
وتنوّه الهاشمي، إلى أنها تأثرت بتجربته الموسيقية المؤثرة، خصوصاً في مقطوعته الخامسة التي ألفها عندما كان يسكن في أحد الفنادق، والتي استمدها من دقة النادلة على بابه بشكل غريب، والتي حازت انتشاراً عالمياً واسعاً، فكان من الإبهار أن تتخذ من «دقة باب» شعوراً وأحاسيس، وتنقلها عبر مقطوعة موسيقية، وهذا الأمر ما حاولت تنفيذه في مقطوعة لي بعنوان: «همسة ملاك»، والتي استمددتها من صوت جرس الباب.

بصمة خالدة
وتقول نورة المزروعي، موسيقية وعازفة على آلة قانون: هناك الكثير من الفنانين الذين أبدعوا وتحدوا الكثير من معاناتهم، لكن يبقى الفنان العظيم بيتهوفن الذي قدم لنا أفضل تسع سيمفونيات خالدة، هو البصمة الإنسانية والفنية الخالدة في تاريخ الموسيقى، فلم يعيقه فقدانه لحاسة السمع من استكمال مؤلفاته الموسيقية، فقد ألّف أحد أشهر أعماله السيمفونية التاسعة وهو أصم، واستمر في التأليف حتى وفاته.
وتضيف: على المستوى الشخصي، أحب أعمال بيتهوفن خاصة For Elise، هذه المقطوعة الساحرة التي لا تزال تتردد على مسمعي منذ كنت طفلة، فكانت نغمة هاتف بيتنا في الثمانيات عبارة عن هذه المقطوعة، وكنت عندها صغيرة لا أعرف من مؤلفها، ولكن أحببتها وتخيلت أنى أعزفها، ولم يتحقق حلم الطفولة إلا متأخراً، حينما قررت تعلم الموسيقى، خصوصاً العزف على آلة القانون.
وتبين المزروعي، أن موسيقاراً عالمياً خالداً مثل «بيتهوفن»، يستطيع أن يلهم الأجيال الجديدة رغم مرور مئات السنوات على رحيله، إذ لا أحد ينكر أن بيتهوفن واحد من الذين وضعوا أسساً موسيقية لا مثيل لها، وعن نفسي دائماً أستمتع بموسيقا هذا العملاق الموسيقي، وأعتقد أن مجرد سماع قطعة موسيقية واحدة له، كفيل بأن تجعلني أعيش لحظات فنية مختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©