لا حدود للفظائع في مناطق سيطرة الحوثي في اليمن، وغالباً، فإن ضحاياها أطفال، على الرغم من عشرات النداءات الدولية، لإنقاذهم من التجنيد الإجباري، ومن استخدامهم دروعاً بشرية، وزجهم في عمليات عبثية، فضلاً عن الإساءات النفسية والجسدية المباشرة، في أعقاب نسخ الميليشيا أسلوب «داعش» في معاقبة الأطفال والمراهقين علناً.
حيث ينعدم الأمن، وتسود الفوضى، وتغيب الدولة، أفاقت العاصمة اليمنية المحتلة صنعاء أخيراً على طفلة ملقاة إلى جوار صندوق نفايات، في مشهد يلخص سوء الأوضاع الأمنية والإنسانية في المناطق التي يحتلها الحوثي، ويراكم فيها الخراب والدمار يومياً، إلى الحد الذي باتت فيه جثة طفل ملقاة في شارع مشهداً مألوفاً، مع بالغ الأسى.
الطفلة اليمنية لجين، عمرها تسعة أعوام، وقد أبلغ ذووها عن اختفائها منذ أيام، وكالعادة، فإن الاختفاء ليس حدثاً مقلقاً للسيطرة الحوثية على صنعاء، فثمة صغار وكبار لا يزالون في عداد المفقودين، وخصوصاً أولئك المجندين في خدمة عناصر الميليشيا، ولا توجد أرقام عن القتلى والناجين من نحو 30 ألف طفل، أجبرهم الحوثي على ترك مدارسهم، واستخدمهم وقوداً في معاركه العدمية.
الطفلة لجين، وُجدت وآثار تعذيب شديدة على جسدها، وكان لسانها مقطوعاً، وحرص الجناة على إلقائها عند صندوق قمامة، في جريمة، شديدة الفظاعة، لا يُسأل أحد عنها قبل الحوثي الذي يرعى الفوضى والدمار في المناطق المحتلة، ويتواطأ مع شذّاذ عصابات السرقة والنهب والاتجار بالبشر.
هذه الجريمة لها سياق واضح، ومتورطون واضحون، ومن المهم أن تفتح عيون المجتمع الدولي على كوارث لا يوثقها الإعلام في اليمن، فالقضايا المسجلة «ضد مجهول» في مناطق الحوثي، كلها جرائم معروفة الدوافع والفاعلين، فتعذيب لجين بهذه الطريقة المرعبة، سبقه اختطاف نساء وأطفال، وابتزاز ذويهم، وإجبارهم على دفع فدية، كما أن قضايا الاغتصاب والإساءات الجسدية للأطفال في تزايد مستمر، ولا مواجهة ملموسة لكل ذلك.
فبين التورط الحوثي المباشر، والتواطؤ مع العصابات الإرهابية الحليفة، لا يزال مئات الأطفال اليمنيين مجهولي المصير. بعضهم فرّ من بطش الحوثيين، واختبأ عند عائلات بديلة، وآخرون اختطفتهم عصابات، فيما يتعرض المنتسبون منهم للميليشيا، لأبشع أنواع الاستغلال، ومنها زجهم في حقول الألغام، ودائماً، يلتزم الحوثي الصمت إزاء احتجاجات المنظمات الدولية، أو الإنكار، وإلقاء اللوم على الأوضاع العامة في البلاد!.
اختطاف لجين وتعذيبها ليس معزولاً أيضاً عن سياسة حوثية ممنهجة لـ«دعشنة» اليمن، ففي مجتمع متدين ومحافظ، ينتشر عناصر الحوثيين لفرض التشدد على النساء والأطفال والمراهقين، فهم يحرقون ملابس النساء، بحجة عدم احتشامها، ويضعون قيوداً على مظهر الشباب وملابسهم وقصات شعرهم، ويحرصون على تنفيذ عقوبات علنية بحقهم، مثلما كان يفعل تنظيم «داعش» الإرهابي في الرقة والموصل.
هذا كله، ليتأكد العالم أن الميليشيا الحوثية أكثر عجزاً من أن تتحول إلى كيان سياسي، وليعرف الداعمون والصامتون أي كارثة تُرتكب بحق الشعب اليمني!!.