الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دوري الخليج العربي: 45 لاعباًً أجنبياًً.. «الصورة ليست كاملة»!

دوري الخليج العربي: 45 لاعباًً أجنبياًً.. «الصورة ليست كاملة»!
11 يناير 2020 00:05

وليد فاروق (دبي)

اللاعب الأجنبي من المفترض أن يكون «علامة فارقة».. ويلعب دوراً محورياً في النتائج.. وأن تكون له بصمته الواضحة والمؤثرة.. هكذا الطبيعي في عالم الرياضة عموماً و«الساحرة المستديرة» على وجه الخصوص.. وعندما تظهر الفوارق بين فريق وآخر.. فإن الأصابع تشير في أغلب الأحيان إلى براعة الأجانب في المقام الأول.. إلا أن الملاحظ في دوري الخليج العربي يكمن في أن الأجانب ليسوا على الدرجة نفسها من الكفاءة والجودة والقدرة على إحراز الأهداف!
وكشف رصد أرقام مشاركات الأجانب في المباريات التي أقيمت في البطولة حتى الآن، عن دلائل ذات مغزى كبير ومفارقات غريبة لم يكن يتخيلها أحد، وتظهر إلى أي مدى، أن هناك بعض الأندية اعتمدت على الأجانب بصفة أساسية، خلال الفترة الماضية، كما أظهر أن البعض الآخر خارج نطاق الاستفادة منهم، ومن بينها فرق تنافس على الصدارة!
ومع الوضع في الاعتبار، أن الموسم الحالي شهد السماح بمشاركة بعض الأجانب ضمن فئة المقيمين والمواليد، وهو ما كان له تأثير واضح على نسبة الاعتماد بصورة أو أخرى على مشاركات الأجانب، حيث إن وجودهم مؤثر وفعال في عدد من الأندية بصورة ربما أفضل من بعض الأجانب الأربعة المقيدين في القائمة، وأصبحوا علاجاً فعالاً في حالات تعرض بعض الأجانب لإصابات مبكرة، حالت دون استمرارهم، ومع عدم إمكانية استبدالهم، بعد غلق باب الانتقالات الصيفية.
وأظهرت الأرقام التي رصدتها «الاتحاد» أن هناك 11 لاعباً أجنبياً فقط من إجمالي 56 أجنبياً في دوري الخليج العربي، نالوا درجة المشاركة الكاملة، في جميع مباريات أنديتهم من الجولة الأولى، وحتى الجولة الثانية عشر، بإجمالي 1080 دقيقة، أي نسبة 19.6% من الأجانب مشاركتهم 100%، بما يعادل أقل من خمس الأجانب في الدوري، وحوالي 80.4% منهم لم يحققوا لأنديتهم الاستفادة الكاملة وعددهم 45 لاعباً.
وجاء على رأس الأجانب فابيو ليما «الوصل» وريكاردو جوميز «الشارقة»، والياباني شيوتاني «العين»، والصربي ميلوش كوسانوفيتش «الجزيرة»، أما أقل الأجانب مشاركة في الدوري، توزعت دقائق المشاركة على الجميع بأرقام مختلفة، ولعبت اللإصابات التي تعرض لها هؤلاء اللاعبين دوراً كبيراً في حجب ظهورهم في أوقات كثيرة من المسابقة حتى الآن، لدرجة أنها أنهت فيها مشوار بعضهم تماماً هذا الموسم، مثل لاعب عجمان المالي حامد دومبيا الذي تعرض لإصابة بعد 4 جولات فقط، إلا أن الأجانب الأقل مشاركة فعلياً، جمعهم لم يحرزوا أي أهداف، والملاحظ أن الثلاثة الأوائل من أفريقيا، على رأسهم الجزائري عبدالرحمن مزيان «العين» الذي اقتصرت فترة مشاركته على 5 مباريات فقط، لعب خلالها 253 دقيقة، ومن بعده دومبيا «عجمان» الذي شارك في 4 مباريات فقط، بإجمالي 301 دقيقة، والإيفواري كواسي مارسيال «الفجيرة» الذي شارك في 6 مباريات، بإجمالي 444 دقيقة، وأخيراً الأرجنتيني فيدريكو كارتابيا «شباب الأهلي» الذي شارك في 8 مباريات، ورغم ذلك لم يتجاوز وقت مشاركته الفعلي 465 دقيقة، وأحزر هدفاً يتيماً.
وفي الوقت نفسه أظهرت أرقام المشاركات أن هناك أندية استفادت إلى أقصى درجة من الأجانب، من بينها فريقان فقط من أندية المقدمة، وجاء على رأسهم النصر الذي بلغ إجمالي مشاركة أجانبه الأربعة 4041 دقيقة، رغم أنه لم يوجد لاعب واحد بينهم وصل إلى الحد الأقصى لعدد المشاركات الكاملة 1080 دقيقة، ولكنهم جميعا ظهروا في معظم المباريات، وجاء من بعده الشارقة بإجمالي 3921 دقيقة، ووضح تأثر الفريق الذي ظل محافظاً على صدارة الترتيب حتى الجولة العاشرة، بإصابة البرازيلي إيجور، ولولا ذلك كان الفريق في صدارة المستفيدين بمشاركة الأجانب، وفي المركز الثالث جاء اتحاد كلباء، حيث بلغ إجمالي مشاركات أجانبه 3897 دقيقة، ومن بعده جاء حتا بإجمالي 3887 دقيقة، إي بفارق 10 دقائق فقط أقل من «النمور».
وعلى صعيد الفرق الأقل استفادة من الأجانب، جاء الفجيرة في المركز الأول بإجمالي 2490 دقيقة فقط، وهي أقل نسبة مشاركات بين جميع أندية دوري الخليج العربي، وتبعه ناديان من القمة، وهما شباب الأهلي بإجمالي مشاركات 3034 دقيقة، حيث لم يصل أي من أجانبه إلى وقت المشاركة الكاملة في جميع المباريات، وتبعه الجزيرة بإجمالي 3054 دقيقة فقط.
وأختلف الوضع بالنسبة لأكثر الفرق استفادة تهديفياً من الأجانب، وأن حافظ الشارقة على وجوده، تجسيداً للمشاركة الكبيرة من لاعبيه الأجانب، ولكنه تقاسم المركز الأول مع الوصل، حيث بلغ عدد الأهداف التي سجلها أجانب كل منهما 19 هدفاً، وهي النسبة الأعلى للهدافين الأجانب مجتمعين في كل فريق، وفي المركز الثالث العين بإجمالي 18 هدفاً أحرزها أجانبه، والمفاجأة عجمان الذي سجل أجانبه 15 هدفاً، وتفوقوا على العديد من الفرق التي تنافس على الصدارة.
أما أقل الفرق استفادة تهديفياً من الأجانب، فإن المفاجأة تكمن في احتلال الجزيرة الصدارة، حيث لم يسجل أجانبه الأربعة إلا هدفاً وحيداً، بتوقيع البرازيلي كينو، وتبعه حتا «4 أهداف»، والفجيرة «5 أهداف».

ليما وتيجالي.. «الصدارة المشتركة»
تقاسم الأرجنتيني تيجالي مهاجم الوحدة، والبرازيلي فابيو ليما لاعب الوصل صدارة قائمة الأجانب دوري الخليج العربي، بوصفهما الأكثر مشاركة في المباريات والأعلى تهديفياً، بالأرقام نفسها، حيث شارك كل منهما في 12 مباراة بإجمالي 1080 دقيقة، كما سجلا 9 أهداف.
الطريف أن الثنائي الذي يعد أقدم الأجانب في الدوري جاء في المركز الثاني في قائمة الهدافين بعد التوجولي لابا كودجو لاعب العين الذي تصدر بإجمالي 10 أهداف، رغم أن مشاركاته مع «الزعيم» اقتصرت على 11 مباراة فقط «990 دقيقة».

منذر علي: سوء الاختيار وعدم التأقلم والتغيير الفني
أرجع منذر علي نجم المنتخب والوصل السابق، أسباب التفاوت الكبير في عطاء الأجانب ومشاركاتهم خلال الموسم مع الأندية إلى 3 أسباب أساسية، يرى أنها المسؤولة عن تفسير الظاهرة، موضحاً أنه يأتي على رأسها الخطأ في اختيارات الأجانب من الأساس، وقبل بداية الموسم الموسم، حيث تعاقدات الأندية مع لاعبين دون المستوى، أو لا تتوافق إمكانياتهم مع طرق اللعب مع الأندية التي انضموا إليها، بدليل أن عدداً كبيراً من الأجانب المستمرين من المواسم السابقة أثبتوا وجودهم، وهو ما ظهر في أرقام مشاركتهم هذا الموسم.
وأضاف: في الوقت نفسه لا يمكن تحميل إدارات الأندية كل المسؤولية في عدم ظهور الأجانب بالمستويات المتوقعة، وهو ما يتسبب في قلة مشاركاتهم نتيجة عدم قدرة الجدد على التأقلم أو الانسجام بالصورة المطلوبة، رغم إمكانياتهم العالية التي تعاقدت أنديتهم معهم بسببها.
وقال: لهذا تلجأ العديد من الأندية إلى تغيير عدد كبير من الأجانب، خلال فترة الانتقالات الشتوية، خاصة إذا لم يكن هناك اقتناع كامل من قبل الأجهزة الفنية بقدراتهم، مع الوضع في الاعتبار أن البعض منهم أيضاً تسببت الإصابات في ابتعادهم عن المشاركات، منذ وقت مبكر من الموسم، وبالتالي عدم الاستفادة منهم بالشكل التام.
وأشار إلى أن تغيير الأجهزة الفنية أيضاً يلعب دوراً في تفسير الظاهرة، خاصة في ظل ظاهرة تغيير العديد من المدربين، خلال النصف الأول من الموسم، ومن الوارد أن يكون المدرب الجديد غير مقتنع باللاعبين الموجودين في قائمته، أو أن طريقه لعبهم لا تتناسب مع قدراتهم، وهو ما يكون سبباً في تراجع مشاركة هؤلاء اللاعبين الذين يظلون على مقاعد البدلاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©