- «أتعجب من صلاة النساء في البيت المسكون بالأولاد وشغبهم وصراخهم ولعبهم، فتجدهن، اللي تصفق وقصدها: اسكتوا يا أولاد، والتي ترفع صوتها في نص الآية، وتعني: تراني أسمعكم، أما استغفر الله بصوت عال، والتي لا دخل لها بالصلاة، فمعناها أنها ستعيد صلاة الظهر بعد أن أتمت ثلاث ركعات، وتكاد تغضب من عجزها عن إعادة الركعات الأربع من جديد، أما التي ترفع صوتها في «سمع الله لمن حمده»، فقصدها: سكروا الثلاجة، والتي تقرأ: «قل يا أيها الكافرون»، فتعني: براويلكم مسوَدّي الوجه عقب ما اخلص من الصلاة.. صلاة النساء في بيوتهن لا فيها خشوع إلا الركوع والسجود، وقلبها يحاتي أولادها، وتدعي عليهم من غلاتهم»!
- «اللي يسمون الشوارع عندنا شكلهم يريدون يغايظوني، ويزيدون من نفوري من تسمياتهم التي تحتاج إلى قاموس لكي يفهمها الناس، وخاصة الجيل الجديد، وبصراحة أنا عجزت ما أجاوب الذين يتساءلون ويسألون، اللي يرسل لك بالتلفون صورة اسم الشارع عدال بيته، ويقول لي شو معناه؟ وما هي المناسبة التي أطلقوا فيها هذا الاسم؟ وما هي الدروس المستفادة من وضع الاسم هنا، وليس هناك؟ وقد اعتقدت في البداية أنهم ناوين يشاكسوني بالتسميات التي وضعت على ثلاثة شوارع حيث بيتنا في العين، لأنني لم أجد سبباً غيره، فالشارع الرئيسي بمحاذاة واجهة البيت اسمه «شارع الرواية»! يعني معقول مصادفة، والشارعين عن يمين البيت وشماله، واحد اسمه «شارع الشارح»! والآخر «شارع شيء يخص الأدب والكتابة أو شارع التسلية»! فقلت معقول هذه الصدف تحصل معي، هذا لو تمنيت أفوز بجائزة يانصيب، ما بتجيني في الحظ والبخت، لكن اللي زاد تعجبي من صديق حاولنا نهديه، وحاولنا نجعله مثل حمامة المسجد، فلم نقدر، هي صلاة الجمعة التي نشهد عليه صلاتها جماعة، أما ما بقي فدائماً ما يتعلث: إن شاء بصلي يوم بعرس، وهذا يذكرني بما كنا نقوله زمان لأهالينا: يوم بنكبر بنصلي، المهم عجزنا من توبته النصوح، وعجزنا من كلامنا معه، حتى جاء المسمون الشوارع، ونصبوا له ثلاثة أسماء تذكره بيوم الحشر والقيامة كل لحظة وحين، وكلما خرج بسيارته أو عاد إلى بيته أو سمع أذان الفجر وتكاسل، «شارع الساجد»، و«شارع العابد»، و«شارع عود التوبة»، «يا الله خلّه يأخذ، ويناطح إذا فيه انطاح»!