أعترف بأنني دائماً أعطي أهمية استثنائية لآخر مقالة وأول مقالة في كل سنة، لأن الأولى هي عصارة ما تعلمناه خلال سنة كاملة من الإخفافات قبل النجاحات، وهي حصيلة الدروس المستفادة، لأن المثل يقول: إن تعلمت من الفشل، فأنت لم تفشل أبداً، ومن منا لم يفشل، ولكن كم واحد منا تعلم من فشله؟
أما الثانية، وهي أول مقالة في كل سنة، فهي تعبر عن الأهداف والطموحات التي يضعها الإنسان أمامه كي يحققها، لأن إنساناً بدون هدف أو طموح، هو مجرد رقم على هامش الحياة، فلا حياة أساساً بدون أهداف نحققها.
وأعترف بأن الكرة الإماراتية فيها خلل يحتاج إلى إصلاح جذري، ولن تنفع معها الحبوب المسكنة أو العلاجات الآنية.
وأعترف بأنني وإن كنت من عشاق الرياضة، وقضيت كل عمري معها، ولكني من النادر أن أشاهد مباريات لأطفال تحت 12 سنة، أو لأكون أكثر صوابية لشباب تحت 12، فلا الوقت يسمح ولا الشاشات أساساً تعرض لمثل هذه الفئة العمرية.
ولكن مجلس أبوظبي الرياضي منحنا فرصة فريدة بتعاونه مع رابطة الدوري الإسباني «لا ليجا»، وأحضر إلى الإمارات ولمدينة العين تحديداً أول بطولة من نوعها تقام في المنطقة، واسمها «لا ليجا بروميسيز»، وهي للشباب دون 12 سنة، وما زاد البطولة أهمية، هو الورش العملية التي صاحبتها بحضور مدرب بحجم الإسباني فيسينتي دل بوسكي، من حمل كأس العالم مدرباً مع بلاده عام 2010، وأمم أوروبا 2012، ومن قاد أحد أهم أندية العالم ريال مدريد، وزاد المناسبة وهجاً وجود نجمين كبيرين مثل موريانتس وسانز، ثم جاءت الجائزة الكبري بعرض مباريات البطولة على شاشة أبوظبي الرياضية التي تتألق وتتوهج صحبة المبدع يعقوب السعدي وفريق عمله المحترف.
وبينما كنت أقلب القنوات الرياضية، تابعت بعض مباريات البطولة، وذهلت من حجم المواهب المتوافرة، خاصة حارس يوفنتوس، إضافة لبعض مواهب الريال وأتلتيكو مدريد واليوفي، وأعتقد أن بعضاً من حلول الكرتين الإماراتية والعربية، يكون بزيادة الاهتمام بالفئات العمرية، وإجبار كل الأندية على أن يكون لديها أكاديميات، ثم عمل بطولة مجمعة، خلال فترة توقف المدارس، ويتم نقلها على الشاشات، ووقتها سيكون لدى المدربين، وكشافي المواهب فرصة لا تعوض، لإيجاد المخزون الذي سيرفد كرة الإمارات إلى عقدين مقبلين من الزمن على أقل تقدير.. بطولة كهذه وفكرة كهذه يجب أن لا تمر مرور الكرام أبداً.