إن خطورة فيروس كورونا أكبر بكثير على السكان كبار السن منها على صغارهم. وقد توصلت دراسة حول الأوبئة، نشرها قبل أسابيع المركز الصيني للتحكم في الأمراض والوقاية منها، إلى أن معدل الوفيات في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 تبلغ 2.3%، لكن نسبة الوفيات وسط المصابين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عاماً تبلغ 3.6%، ووسط الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 تبلغ 8%، ووسط الذين تتجاوز أعمارهم الثمانين تبلغ 14.8%. ومن الواضح أن لهذا تداعيات على الأفراد، خاصة أن بعض المناطق بها عدد من كبار السن أكثر من مناطق أخرى.
واليابان بها أعلى نسبة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً (27.6% من إجمالي سكانها). وكل الدول الأخرى التي تزيد فيها نسبة هؤلاء عن 20% توجد في أوروبا. وإيطاليا تتصدر القائمة الأوروبية بنسبة 22.8%، وهي الدولة التي تشهد ثاني أكبر عدد من الإصابات والوفيات بالفيروس بعد الصين. وربما لا تكون هذه مصادفة. وهذا لا يعني أن كثرة الشباب وسط السكان يحمي البلاد من مشكلة كبيرة مثل كورونا. فنسبة الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً في ايران تبلغ 6.2% فقط، لكن البلاد تعاني بشدة من انتشار المرض. وهذا مؤشر على أن الدول الأوروبية، بأنظمتها للرعاية الصحية الشاملة الجيدة، ستواجه تحديات كبيرة مع انتشار المرض، وأن هناك دولاً في أفريقيا وجنوب آسيا تعد الأكثر هشاشة أمام الأوبئة، بسبب الفقر وضعف الرعاية الصحية، لكن قد تكون أمامها فرصة أفضل لتجاوز هذا الوباء، مقارنة ببعض الدول المتقدمة.
وفي الولايات المتحدة تبلغ نسبة من تزيد أعمارهم على 65 عاماً 15.8%، لكن هناك بعض الولايات تشبه أوروبا في تقدم أعمار سكانها. والمناطق الريفية الأميركية بها نسبة كبيرة من كبار السن، بينما الرعاية الصحية فيها أقل عادة. لكن الإيجابي في الأمر أن الفيروس سيستغرق وقتاً أطول للوصول إلى هذه المناطق. والخرائط توضح عدم توازن في موارد الرعاية الصحية وعواقبه المحتملة في ظل وباء كورونا.

*صحفي متخصص في الشؤون الاقتصادية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»