يحظى الأطفال باهتمام كبير من قبل الدول كافة، لأن أطفال اليوم هم شباب الغد، وشباب الغد هم رجال المستقبل، ولأن الأطفال هم من الفئات الضعيفة التي تستحق كل الاهتمام والرعاية. وفي ظل الأهمية الكبيرة التي يحظى بها قطاع الطفل، تم تأسيس اليوم العالمي للطفل عام 1954، ويُحتفل به في 20 نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، وكان ذلك عام 1959، وهو اليوم نفسه الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، وكان ذلك 1989، ومنذ عام 1990، يصادف اليوم العالمي للطفل الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان والاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في مجال الاهتمام بالطفل ورعاية الطفولة، وهو اهتمام في صلب اهتمام قيادتنا الرشيدة الفائق بالإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، طفلاً كان أو شاباً أو شيخاً، وهذا الاهتمام ليس حديثاً، بل تزامن مع تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان لديه إيمان راسخ بأن الإنسان هو أهم ما نملك، فوجّه كل جهود الدولة لتنمية ثروتنا البشرية وتطويرها بشكل مستمر، وهذه الرؤية تمثل قوام النهج الذي تسير عليه قيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وتحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بـ «يوم الطفل الإماراتي» في 15 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي يتزامن مع نشر قانون حقوق الطفل (وديمة) في الجريدة الرسمية عام 2016، وتمثل هذه المناسبة فرصة لتجديد الالتزامات تجاه جميع الأطفال في الدولة، وهي في الوقت نفسه فرصة لوضع حقوق الطفل على جدول الأعمال الوطني والإسراع في تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة. وقد جاءت هذه المناسبة هذا العام متزامنة مع إعلان المجلس الأعلى للأمومة والطفولة إنشاء أول برلمان للطفل الإماراتي بموجب اتفاقية وقعها في فبراير الماضي مع المجلس الوطني الاتحادي، وقد حمل يوم الطفل الإماراتي هذا العام شعار «حق المشاركة»، حيث دعت الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017-2021 في هدفها الاستراتيجي الرابع إلى تعزيز المشاركة الحقيقية للأطفال واليافعين في جميع المجالات.
وقد أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» في تصريح لها بمناسبة «يوم الطفل الإماراتي»، أن حقوق الأطفال في دولة الإمارات من القضايا الرئيسية، ويتم التعامل معها وفق أرقى الممارسات الدولية المتعارف عليها. وأضافت سموها أن ما يميز مسألة رعاية الأطفال وضمان حقوقهم في دولة الإمارات أنها لا ترتبط بمبادرات أو خطط آنية، بقدر ما هي تجسيد لرؤية ثاقبة وإيمان راسخ بضرورة إيلاء هذه الفئة من المجتمع كل الاهتمام.
ولا شك أن يوم الطفل الإماراتي يمثل مناسبة لتأكيد الجهود المتواصلة التي تبذلها مؤسسات الدولة المعنية كافة، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الذي يعمل على التطوير الدائم لكل الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بالأطفال وحقوقهم، لمواكبة الاستراتيجيات الوطنية المستقبلية، كما أنه يمثل مناسبة لمزيد من التفكير في كيفية تعزيز الرعاية بأطفالنا، ذلك أن مَن يهتم بالطفل اليوم يهتم بالوطن ومستقبله، كما تقول «أم الإمارات». وتؤكد التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية المعنية، الطفرة النوعية الكبرى التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال حقوق الأطفال وحمايتهم من المخاطر لتصبح تجربتها في هذا المجال مثالاً يحتذى به على المستوى العالمي، وهو ما يمثل رصيداً مهماً لدعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.

 *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.