إن المجتمع لا يصبح مجتمعاً حقيقياً إلا بروابط متينة راسخة بُنيت على القيم النبيلة والمبادئ الأصيلة التي تصل الأفراد ببعضهم بعضاً، وتعكس مدى اللحمة والالتفاف الوطني مما يسهم في تحقيق الأهداف الواحدة.
وإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بخصاله الأصيلة ورؤيته الفذة وبذله اللامحدود لأبناء هذا الوطن، قد حمل على عاتقه مسؤولية الأب القائد الذي يسعى للمحافظة على مواطني دولة الإمارات وصيانة كيانهم حتى بات أبناء الوطن كتلة واحدة ملتفة حول بعضها بعضاً، وقوة واحدة متلاحمة ومترابطة.
نعم إن أساس هذه الروابط المبنية على نبل وأصالة القيم والمبادئ قد أعلى منارتها من قبل القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وسار على نهجها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، بأقواله وأعماله، والتمسها شعب دولة الإمارات والتي انعكست واضحة جلية على العادات والخصال الحميدة والروابط المتينة للمجتمع الإماراتي الذي انتهجها وبات يعيش بأمن واطمئنان وتكافل اجتماعي ووطني.
وإن واحدةً من صور البذل الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، لصيانة الكيان الوطني والارتقاء به يتمثل في مجالس الأحياء التي أمر بافتتاحها في كل حيٍ لتكون بمثابة مجلس لأبناء المنطقة يتدارسون فيه شؤونهم وحاضرهم ومستقبلهم، ويبدون فيه آراءهم ونظرتهم في كل ما يهمهم ويحفظ مسيرة الوطن ويرتقي بها، إنها ساحة للحوار والنقاش في مختلف المجالات والتخصصات والاهتمامات.
وهذه المجالس هي واحدة من نماذج كثيرة وكبيرة أحاطت بها القيادة الرشيدة كون أبناء هذا الوطن جزءاً لا يتجزأ منه، وكياناً متأصلاً فيه، مطلعين على حاضرهم ومستقبلهم مسهمين في رفعة وطنهم وتقدمه وارتقائه، بارزين بهويتهم الوطنية الغالية التي تعبر عن وطنهم بتاريخه العريق وتاريخ آبائهم وأجدادهم الكبير، ماضين في بناء مسيرة العطاء، مسهمين في بناء الحضارة، يتغلبون على المعوقات بروح الجسد الواحد، متكافلين متعاونين يبذلون العطاء والإخاء والتفاني الذي هو بالأساس من خصالهم وقيمهم الأصيلة..
نعم إن هذا الوطن الغالي بالتفاف قيادته وشعبه وتعاضدهم يقدم نهجاً سامياً في البناء ومسيرة تفوق ونماء ونموذج أمة وشعب يسعى لتحقيق الآمال.
حفظ الله هذا الوطن قوياً متألقاً على الدوام، وحفظ الله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بفكره المشرق الوضّاء وسعيه الحثيث المعطاء.
د.فاروق محمود حمادة
* المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي