أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود اليونانية من أجل وقف موجة جديدة من المهاجرين، محذراً تركيا من استخدام المهاجرين كبيادق سياسية. وردت أنقرة على ذلك بالقول إن الأوروبيين يخرقون قيمهم الأخلاقية المعلنة.
وقالت «فرونتكس»، وكالة خفر الحدود والسواحل التابعة للاتحاد الأوروبي، إنها تعمل مع اليونان من أجل إرسال فريق تدخل سريع إلى الحدود البرية والبحرية اليونانية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين»، وكانت في اليونان الأسبوع الماضي: «إن أولويتنا الأولى هي حفظ النظام على الحدود الخارجية اليونانية»، شاكرةً أثينا للعبها دور «الدرع» بالنسبة لأوروبا. وأضافت قائلة: «كما أريد أن أعبّر عن تعاطفي مع المهاجرين الذين انجروا بفعل الوعود الكاذبة إلى هذا الوضع الميؤوس منه».
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إنه لو كانت أوروبا جادة بشأن حل مشكلة المهاجرين التي تفاقمت منذ 2015، لانضمت إلى أنقرة من أجل إحباط الهجوم الذي تقوده القوات السورية المدعومة من روسيا في محافظة إدلب السورية. وأضاف: «إن أي مقاربة أخرى عدا ذلك ستُبعد الاتحاد الأوروبي عن قيمه أكثر فأكثر، وهو الذي يتخبط أصلاً في مستنقع العنصرية ومعاداة الأجانب».
وزعم المسؤولون الأتراك أن مهاجراً قُتل في اشتباك مع الشرطة اليونانية الأسبوع الماضي. لكن الحكومة اليونانية نفت التهمة بشكل جذري، متهمةً تركيا بنشر «الأخبار الكاذبة التي تستهدف اليونان».
والجدير بالذكر هنا أن حدة التوتر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ازدادت خلال الأيام الأخيرة، منذ أن أعلنت أنقرة اعتزامها السماح للمهاجرين بشق طريقهم نحو الحدود اليونانية من دون عرقلة.
وتعتمد أوروبا على تركيا لوقف تدفق المهاجرين ومنع عودة ظهور أزمة أضعفت السلطة السياسية للكتلة الأوروبية قبل خمس سنوات، وحفّزت صعود الحركات اليمينية والعنصرية عبر القارة. ففي مارس 2016، وقعت بروكسيل اتفاقاً مع أنقرة سعى إلى الحد من عدد المهاجرين الذين يدخلون إلى اليونان عبر تركيا، ومعظمهم سوريون قادمون من بلدهم الذي تمزقه الحرب، مقابل مليارات اليوروهات من المساعدات.
لكن بعد مقتل 33 جندياً تركياً في إدلب مؤخراً، وعلى أمل الضغط على أوروبا من أجل الحصول على مساعدة في سوريا، سمحت تركيا للمهاجرين بالتدفق غرباً. ويقول أردوغان إن تركيا تواجه الآن عدداً متزايداً من الأشخاص الفارين من الهجوم على إدلب، وإنها لا تملك القدرة على تحمل موجة ثانية من اللاجئين. وعلاوة على ذلك، استفز أردوغان الزعماء الأوروبيين بلغة تكرر نداءات نشطاء طالما استنكروا ما يعتبرونه لامبالاة من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه المعاناة الإنسانية.
وفي الوقت نفسه، ألمحت «فون دير لاين» إلى فكرة أن تركيا تستخدم المهاجرين كورقة مقايضة، قائلة: «إن الناس ليسوا مجرد وسيلة لتحقيق هدف».
وإثر قيام تركيا بفتح حدودها، مات طفل لدى انقلاب مركب صغير للاجئين بالقرب من جزيرة ليسبوس اليونانية.
ويتزامن التوتر بسبب المهاجرين الوافدين مع تنامي القلق العام في أوروبا بشأن فيروس كورونا وانتشاره، والذي كثيراً ما يحدث في أماكن ليس لها أي علاقة واضحة بالبؤرة الأصلية في الصين أو بمناطق تفشيه في إيران وشمال إيطاليا.
وقد استغل القوميون اليمينيون فيروس كورونا كذريعة لانتهاج سياسات متشددة مناوئة للمهاجرين. وفي هذا الإطار، أعلنت حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنها «منعت الوصول إلى مناطق عبور الحدود بالنسبة لأي طالبي لجوء» بسبب المخاطر الممكنة للفيروس. وقال جيورجي باكوندي، وهو مستشار لأوربان في شؤون الأمن القومي: «نلاحظ علاقة معينة بين فيروس كورونا والمهاجرين غير القانونيين». لكنه لم يوضح طبيعة تلك «العلاقة المعينة». وفي الأسبوع الماضي أعلن أوربان نفسه أن المجر أكدت أول حالتين لفيروس كورونا. وكلتاهما لطالبين من إيران.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»