تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالمَ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، ويقام هذا العام 2020 تحت شعار: «أنا المساواة بين الأجيال.. إعمال حقوق المرأة»، وذلك تماشياً مع حملة الأمم المتحدة للمرأة الجديدة متعددة الأجيال، وهي حملة جيل المساواة. ويأتي الاحتفال هذا العام ليوافق الذكرى الـ25 لإعلان ومنهاج عمل بيجين، الذي اعتُمد في عام 1995 باعتباره خريطة الطريق الأكثر أهمية، بل وتقدمية من أجل تمكين النساء والفتيات في كل مكان.
وتحل هذه المناسبة وقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات غير مسبوقة في مجال تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث انخرطت في العديد من المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وهي تشكل اليوم نحو ثلثي العاملين في القطاع الحكومي، بينها وظائف قيادية عليا، كما رسخت حضورها في القطاع الخاص أيضاً، وتشارك بشكل متزايد في المجال الاقتصادي، حيث نراها منخرطة في مجال ريادة الأعمال، خاصة بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال في الدولة، وهناك مؤشرات مبشرة في هذا المجال رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها في قطاع كان تاريخياً حكراً على الرجل، ليس فقط على مستوى محلي أو إقليمي، ولكن أيضاً على مستوى عالمي. وفي مجال التعليم تقوم المرأة بدور أساسي في مجال التدريس، وفي مجال صنع السياسات أيضاً، وهي تتولى مناصب قيادية على مستوى وزارة التربية والتعليم ومجالس التعليم ومؤسساتها في مختلف الإمارات.
أما سياسياً فتولت المرأة أرفع المناصب في الدولة، وهي تقود وزارات مهمة، وتحظى بنصيب الثلث في مجلس الوزراء، كما أن لها تمثيلاً مشرّفاً في المجلس الوطني الاتحادي، حيث تولت رئاسة هذه المؤسسة الاتحادية العريقة، وهي تشكل الآن نصفه في سابقة على مستوى المنطقة، تعكس مدى الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة للمرأة والآمال التي تعقدها عليها، كما تنخرط المرأة بشكل كبير في المجال الدبلوماسي، حيث توجد السفيرات، وهناك مناصب رفيعة وحساسة تتولاها نساء في هذا المجال، على سبيل المثال، تمثيل الدولة في أرفع وأكبر منظمة دولية، وغيرها من المجالات التي يتنامى فيها دور المرأة.
ولا شك أن ما حققته المرأة كان نتاج جهود كبيرة ومتراكمة، حيث عملت الدولة، منذ تأسيسها، على دمج المرأة وتوسيع دائرة انخراطها في مختلف المجالات والقطاعات، فقامت الدولة وقبل كل شيء بسن التشريعات ووضعت القوانين التي تضمن لها حقوقاً متساوية، وعملت، منذ قيام الاتحاد، على تأهيلها وإزالة كل العقبات التي تقف في طريق تلقيها العلم أو الحصول على فرص متكافئة مع الرجل، فكان التعليم وفقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو البداية، فلم يحرص فقط على فتح المدارس والتوسع فيها، وإنما كان يبذل جهوداً على مستوى الدولة وعلى مستوى فردي، من أجل إقناع الناس بأهمية التعليم وضرورة إرسال بناتهم كما يرسلون أبناءهم إلى المدارس. وهناك قصص ملهمة في هذا السياق لا تزال تتناقلها الأجيال.
إن ما حققته الإمارات في مجال تمكين المرأة يبعث على الفخر، فهو يقدم بالفعل أنموذجاً مميزاً لما يجب أن يكون عليه وضع ودور المرأة في المجتمع والدولة، بحيث توازن بين واجبها كأم وربة بيت يقع على عاتقها ربما الجهد الأكبر في تربية أجيال المستقبل، ودورها في تنمية بلدها والمساهمة في النهضة التي تشهدها، حيث أثبتت قدرة وجدارة واضحتين.
وفي سياق الحديث عن المرأة والإنجازات، لابد أن نذكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، التي كان لها الدور الرئيس فيما حققته المرأة والنهوض بها وتعظيم حضورها ومشاركتها في المجال العام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حتى أضحت تجربة الإمارات أنموذجاً إقليمياً وعربياً وحتى دولياً يشار إليه بالبنان.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.