يشير مصطلح الحجر الصحي إلى تقييد حركة شخص ما، سليم ومعافى، يحتمل أن يكون قد تعرض لمرض معد، لمعرفة ما إن كان قد انتقلت إليه العدوى أم لا. ويعود أصل الكلمة في اللغة الإنجليزية (Quarantine) إلى اللغة الإيطالية المستخدمة في مدينة البندقية في القرن السابع عشر، التي تعني حرفياً أربعين يوماً، وهي الفترة التي كانت تفرض على السفن حينها قبل السماح للبحارة بالنزول إلى الموانئ والشواطئ. وكثيراً ما يتم الخلط بين الحجر الصحي وبين العزل الطبي، والذي يشير إلى عزل شخص ما، ثبتت إصابته بمرض معد، عن بقية أفراد المجتمع الأصحاء. أي أن الحجر الصحي هو فترة انتظار لمعرفة إذا ما كان الشخص أو الحيوان مصاباً بمرض ما، أما العزل الطبي فهو إجراء صحي وقائي يتخذ لمنع انتقال المرض إلى آخرين، بعزل شخص ثبتت إصابته بالمرض بالدليل القاطع، وهو ما يتم غالباً داخل المنشآت الصحية.
ومؤخراً، ومع انتشار فيروس كورونا الجديد الذي أصاب حتى الآن قرابة 100 ألف شخص، توفي منهم قرابة ثلاث الآلاف، ومع ازدياد القلق من أن يتحول الأمر إلى جائحة عالمية، أصبح من الضروري على الأشخاص الذين يشتبه في تعرضهم للعدوى، من خلال الاتصال بشخص ثبتت إصابته بالمرض، أن يقوموا بالحجر على أنفسهم بأنفسهم داخل منازلهم.
ولكي يتم ذلك بشكل سليم، ينصح بالآتي: 1- البقاء في المنزل، وعدم الذهاب للعمل أو للدراسة أو الاختلاط بالآخرين في الأماكن العامة، بالإضافة إلى عدم استقبال أي زوار. 2- وإذا ما ظهرت أي أعراض على الشخص، مثل الحمى أو الكحة، ينبغي ألا يذهب مباشرة إلى المستشفى، وإنما يتصل هاتفياً لأخذ النصيحة والمشورة حول ما يجب عليه فعله، وحول الخطوة التالية. 3- إذا كان الشخص يعيش مع آخرين في نفس المنزل، عليه أن يحصر إقامته في غرفة جيدة التهوية، مع الإبقاء على الباب مغلقاً. 4- يفضل تخصيص حمام مستقل لاستخدامه، وإذا ما كان يتوجب عليه مشاركة الحمام مع آخرين، فليكن آخر من يستخدمه، ولا يتشارك مع الآخرين في الفوط وباقي مستلزمات الحمام من صابون وشامبوهات وخلافه. 5- كما يجب أن توضع نفاياته الشخصية ونفايات ما يستخدمه من أغراض، في كيسين من القمامة، أحدهما داخل الآخر. 6- إذا كان يعيش بمفرده، يمكنه طلب احتياجاته المختلفة من مواقع التوصيل، مع الدفع مقدماً، أو طلب مساعدة صديق لإحضار أغراضه التي يحتاجها إلى منزله، على أن يتركها خارج باب المنزل، ليلتقطها لاحقاً بعد مغادرته.
وفي جميع الأحوال، سواء كان الشخص يشتبه في إصابته بالفيروس، أو ثبتت إصابته بالفعل، فيجب أن لا يقع ضحيةً للمفاهيم الخاطئة، وللشبهات والادعاءات التي قد تصل حد النصب أحياناً. مثل أن تناول الثوم، أو أن تكرار غسل الأنف بمحلول الملح المخفف، يمكنه أن يقي من العدوى بالفيروس، أو أن مصابيح التعقيم المعتمدة على الأشعة فوق البنفسجية أو أجهزة تجفيف اليدين المعتمدة على تيار من الهواء الساخن.. يمكنها قتل فيروس كورونا الجديد، أو أن البضائع والرسائل القادمة من الخارج أو حتى البضائع الموجودة داخل البلاد تشكل خطراً.
وعلى صعيد النصب، واستغلال الكثيرين للموقف العالمي الحالي للاحتيال على غيرهم، قررت شركة أمازون إزالة أكثر من مليون منتج وبضاعة من موقعها على الإنترنت، بسبب الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي يستخدمها أصحاب تلك المنتجات لترويجها، مثل كونها تحقق الوقاية، أو أنه يمكنها شفاء المصابين. كما قامت الشركة بإزالة ومنع عشرات الآلاف من المنتجات التي قام أصحابها برفع أسعارها بشكل مبالغ فيه، طمعاً في استغلال الوضع الحالي لتحقيق أرباح خيالية.