يعدّ تنظيم معرضي «يومكس وسيمتكس 2020» أحد أهم الإشارات الدالة على نجاح دولة الإمارات عموماً، وإمارة أبوظبي خصوصاً، في تنظيم الفعاليات الضخمة التي تستقطب الخبراء والأكاديميين والعاملين في شتى القطاعات، وخاصة كل ما يتعلق بأنشطة التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة، لما لها من دور فاعل في إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات، واستشراف مستقبل العالم الذي تتسارع فيه التطورات العلمية، ويتزايد فيه الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، لاسيما في ظل نجاح الدورة الماضية من المعرضين في استقطاب 13 ألف زائر من 34 دولة، وبمشاركة 122 شركة دولية ومحلية.
دورة هذا العام التي اختُتمت فعالياتها يوم الثلاثاء 25 فبراير الجاري، من معرضَي الأنظمة غير المأهولة «يومكس 2020» والمحاكاة والتدريب «سيمتكس 2020» والمؤتمر المصاحب لهما، كانت الدورة الأكبر من نوعها، حيث حققت أرقاماً قياسية بخصوص الصفقات التي أُبرِمت وناهزت 750 مليون درهم، فيما تجاوز عدد الزوار 25,981 زائراً، الأمر الذي يشير إلى نجاح شركة أبوظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» التي نظمت المعرضين، بالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة، في تسليط الضوء على أحدث الابتكارات والتقنيات والمعدات الأمنية، وأبرز استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتشغيل المركبات والأنظمة غير المأهولة لتحقيق الأهداف التي تخدم الإنسانية، وتنسجم مع رؤية واستراتيجية دولة الإمارات في استشراف المستقبل.
إن العمل على تنظيم «يومكس وسيمتكس 2020» والنجاح الذي حققاه خلال تنظيمهما بين يومي 23 و25 فبراير الجاري جاء انطلاقاً من حرص دولة الإمارات على تكثيف جهودها في النهوض بمفاهيم الابتكار والحداثة، التي تعد إحدى أهم الخطوات على طريق دعم أهداف عام 2020، عام الاستعداد للخمسين، من خلال المضي قُدماً باستخدام تقنيات المستقبل، التي تدعم القطاعات المحورية الرافدة للاقتصاد، كالتعليم والصحة والبنى التحتية، وبما يسهم في تعزيز مكانة الدولة بوصفها أحد أهم المراكز العالمية الرائدة في التكنولوجيا وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، حيث يضاف إلى نجاح المعرضين في تنامي عدد الزوار وقيمة الصفقات التي عُقِدت أثناء المعرضين، تنظيم فعاليات ضخمة تزامنت معهما، مثل «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت» الذي نظمته جامعة خليفة، و«مسابقات الذكاء الاصطناعي» التي نظمتها وزارة التربية والتعليم.
لقد جاء تنظيم المعرضين اللذين رعاهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مثالاً ساطعاً على سعي القيادة الدؤوب نحو ترسيخ حضور الدولة في المجالات التكنولوجية وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي استطاعت من خلاله لعب دور محوري في القطاعات الخاصة باقتصاد المعرفة، وفق أفضل الممارسات العالمية، حيث قال سموه أثناء زيارته المعرضين: «زرت معرضي يومكس وسيمتكس 2020، تطورات نوعية شهدتها التقنيات والأنظمة المعروضة في أجنحتهما، البحوث والابتكار والتطوير عصب الصناعات المتقدمة، والإمارات ضمن استراتيجيتها في استشراف المستقبل تستثمر في تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي بما يخدم تقدم الإنسان ورفاهيته».
إن معرضي «يومكس وسيمتكس 2020»، اللذين تستضيفهما أبوظبي مرة كل عامين، يشكّلان بوابة عبور لدولة الإمارات ولدول العالم نحو المستقبل، وفرصة استثنائية لتحفيز الابتكار، وذلك بالنظر إلى مستوى الإقبال الدولي الذي تزايد هذا العام على المعرضين، وهو ما لا ينفصل عن النجاح المستمر للدولة في تنظيم الفعاليات على اختلافها، والذي يأتي في إطار حرصها على تطوير قدراتها وإمكاناتها، والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين العالميين، والعمل على تبادل الخبرات والتجارب مع المشاركين في كل الفعاليات الخاصة باستشراف الاتجاهات العالمية المستقبلية في القطاعات الحيوية، بوجود جمهور عالمي، ووفود حكومية، وجهات متخصصة بهذه القطاعات، بما يدعم تنوع الاقتصاد، وينسجم مع رؤية الدولة في بناء اقتصاد تنافسي يستند إلى الابتكار والمعرفة.

عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية