وُصِفَ «جوليان أسانج»، مؤسس «ويكيليكس»، بأنه يشكل تهديداً للناس «الذين يعرضون حياتهم للخطر لمساعدة الولايات المتحدة»، وذلك في اليوم الأول من محاكمة تسليمه التي عقدت في لندن. وقال «جيمس لويس»، محامي الولايات المتحدة، لمحكمة في لندن، إن قضية «أسانج» لا علاقة لها بحرية الصحافة. وبدلاً من ذلك، حاول حصر تركيز التهم الأميركية لتدور حول الضرر الذي لحق بالعملاء السريين، جراء إفشاءات ويكيليكس.
ويواجه أسانج، الأسترالي البالغ من العمر 48 عاماً، عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 175 عاماً في الولايات المتحدة، بتهمة التآمر للحصول على وثائق سرية وكشفها، أي الوثائق التي نقلتها إليه محللة الاستخبارات العسكرية السابقة «تشيلسي مانينج». وكانت ويكيليكس قد نشرت في عامي 2010 و2011 وثائق تضمنت 90.000 تقرير تتعلق بالحرب في أفغانستان، و400.000 تقرير حول الحرب في العراق و250.000 برقية من وزارة الخارجية. وقال لويس: «هذه ليست تهمة تتعلق بمنشورات تكشف جرائم حرب أو أمور كهذه.. إنها الكشف عن مصادر يوجد فيها ضرر واضح».
وتبدأ المحاكمة التي تستمر لمدة شهر، بعد أن زعم محامو أسانج أن الرئيس ترامب أمر عضواً سابقاً في الكونجرس بعرض العفو عنه، مقابل نفيه تورط روسيا في تسريبات عن اللجنة الوطنية «الديمقراطية» خلال انتخابات 2016.
وكان أسانج في سجن بلمارش الشهير في لندن، منذ طرده في أبريل الماضي من سفارة الإكوادور، حيث تم منحه اللجوء لعدة سنوات بعد دفع كفالة لتجنب الترحيل إلى السويد لاستجوابه في قضية اعتداء جنسي. وتم إسقاط هذه القضية في نوفمبر الماضي، بعد أن قال ممثلو الادعاء السويدي إن المزاعم ضعُفت مع تلاشي ذاكرة الشهود.
ومن جانبها، طالبت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، «دونجا مياتوفيتش»، بريطانيا بعدم السماح بتسليم أسانج، مشيرةً إلى أن القضية تثير مخاوف مهمة بشأن حرية الصحافة وحماية حقوق مسربي المعلومات حول الفساد.
إيلين ميليجان*
*صحفية متخصصة في الشؤون القانونية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»