هناك خمسة على الأقل من منتجي الفحم في أميركا أعلنوا إفلاسهم عام 2019. وانخفضت أسعار الوقود الأحفوري بنسبة 40% منذ قمته عام 2018. وبعض أكبر العاملين في مجال المناجم في البلاد يقتصدون ويقلصون توزيع حصص الأرباح. لكن مهلاً، فهذا لا يعني أن التصدي لتغير المناخ قضى تماماً على صناعة الفحم. فكبار منتجي الفحم في البلاد يعلنون أنهم يجمعون المال للتكيف مع ما يرون أنه عاصفة لن تدوم. والهدف هذا العام هو الاستعداد للبدء بعملية التعدين مرة أخرى ودفع العائدات عند أول بادرة على استعادة السوق لنشاطه. وأصحاب الصناعة يراهنون على أن الأسعار ستصل إلى أدنى مستوى لها في النصف الأول من 2020 قبل أن تصعد في النصف الثاني مع تراجع الإنتاج وانتعاش الاستهلاك العالمي.
ويرى جلين كيلو، الرئيس التنفيذي لشركة «بيبادي انيرجي»، أكبر شركة منتجة للفحم في البلاد، أن هذا ما دفعهم إلى «العيش في حدود مواردنا»، بحسب قوله في اجتماع لجمع الأرباح في الخامس من فبراير الجاري. وقبل عام من الآن، كانت شركة «بيبادي» قد أعلنت أكبر توزيع للأرباح. لكن في الخامس من فبراير، كان الأمر مختلفاً للغاية حيث أعلنت الشركة أنها تعلق توزيع أرباحها وتتوقف عن إعادة شراء الأسهم وتقلص الإنفاق في رأس المال. وشركة بيبادي ليست وحدها، فقد أعلنت شركة «كونسول انيرجي» أيضاً تخفيضها الإنفاق في رأس المال. صحيح أن شركة «آرك كول» دعمت توزيع حصص الأرباح، لكنها أعلنت أنه سيكون هناك القليل من النقد المتاح لتقديمه إلى حملة الأسهم لإعادة الشراء، وأن المال سيذهب إلى شراء منجم جديد في ويست فيرجينيا يُتوقع فتحه منتصف 2021.
وتوارى الأمل لدى منتجي الفحم. وتضررت الصناعة بينما يتخلى جانب كبير من العالم عن هذا النوع من الوقود بغية التصدي لتغير المناخ، وفي الوقت الذي أدى فيه انخفاض أسعار الغاز الطبيعي إلى الضغط على اقتصاديات الصناعة. لكن مايكل دوداس، المحلل في شركة «فيرتكال ريسيرش بارتنرز» الاستشارية، يرى أنه مازال هناك «أمل في أن الأسعار التي وصلت إلى أدنى حد ستعاود الارتفاع قليلاً». وبسبب انخفاض الأسعار، أغلقت المناجم أبوابها وحدثت موجة من إعلان الإفلاس. لكن دوداس يعتقد أنه بسبب هذا سيقل العرض في السوق ويقل مستوى المخزون، ما يؤدي إلى طلب كبير يرفع الأسعار.
ويل واد
صحفي أميركي متخصص في شؤون الطاقة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»