أعلن بيرني ساندرز أنه سيؤيد المرشح الرئاسي لـ«الحزب الديمقراطي» أياً كان، لكن بعض «الديمقراطيين» قلقون من ألا يصوت كثير من أنصار ساندرز لأي مرشح آخر غيره، بينما سيعمل أنصار منافسيه «الديمقراطيين» بحماس لدعم أي مرشح للحزب، بما في ذلك ساندرز نفسه.
ومن السابق لأوانه معرفة ما يسوغ هذا القلق. لكننا نعلم أنه في عام 2016 كان كثيرون من أنصار ساندرز غاضبون لفوز هيلاري كلينتون بالترشيح «الديمقراطي» وقد رفضوا تأييدها. وأشار أحد التقديرات إلى أن أكثر من 20% من ناخبي ساندرز رفضوا التصويت لهيلاري وربما يسّروا فوز ترامب. وأظهرت التقديرات أن نحو 12% من أنصار ساندرز صوتوا بالفعل لترامب، وأن 10% منهم لم يشاركوا. وبعضهم كان يتبنى شعار «بيرني أو لا شيء». وإذا كانت هناك من دلالة للماضي، فإن كثيرين من أنصار ساندرز سيشعرون ويتصرفون بالطريقة نفسها في عام 2020، إذا لم يحصل على الترشيح.
والسبب وراء هذا يتلخص في كلمة «الغضب». وأنصار ترامب وساندرز بينهم شيء واحد على الأقل مشترك، فغضبهم تذكيه آليات «استقطاب الجماعة»، مما يعني أنه حين يتحدث أشخاص متشابهو العقليات على الأغلب مع بعضهم، ينتهي بهم الحال إلى أن يكونوا أكثر ثقة واتحاداً وتطرفاً. وإذا اعتقد الناس أن مرشحهم هو الأفضل، فهذا سيتضخم بفعل إحاطتهم بأشخاص يفكرون في الشيء نفسه. وإذا كان الناس يبدأون بدرجة من الغضب، فتواصلهم مع بعضهم البعض سيكثف مشاعرهم. فالأشخاص الذين يشعرون بمستويات مرتفعة من الغضب أو يؤيدون الاشتراكية الديمقراطية، سيميلون على الأرجح إلى الإدلاء بصوت احتجاجي، أو يحجمون عن المشاركة، ولن يقوموا ببعض الحسابات والتوصل إلى أن أي مرشح ديمقراطي سيكون أفضل من ترامب.
وحتى الآن، لدى ساندرز فرصة قوية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، وإذا أفلح في هذا، فلن يكون أمام أنصار المرشحين الآخرين إلا تبني الغضب الذي يتملّك أنصار ساندرز، حتى إذا كانوا يختلفون معهم في بعض القضايا المحورية.

*أستاذ في كلية الحقوق بجامعة هارفارد
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»