منذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مقولته الشهيرة عن الأزمة الاقتصادية عام 2008، للصحافة العالمية عندما تكاثرت التقارير المغرضة عن وضع الاقتصاد في الإمارة. امتلك سموه الشجاعة الأدبية واعترف بكل ثقة بأن دبي جزء من العالم الأكبر وأنها قادرة على الخروج من تلك الأزمة التي لم ينج أحد من آثارها السلبية. ولكنه نجح في إدارتها، وتجاوز ذلك الأمر ونهض للأحسن.
لقد اتخذ سموه خطوات عملية وفقاً لنظرته الثاقبة في تحويل الأزمات إلى فرص سانحة للمراجعة بهدف التطوير المستدام لإيمانه الجم باللامستحيل.
لقد وجه سموه الجهات المعنية بضرورة الاستمرار في نهج التطوير المستدام. ومنذ عام 2008، لم تتوقف دبي عن الارتقاء على سلم بناء المشاريع العملاقة، وفقاً للمقاييس العالمية المعتمدة.
وسوف أشير هنا إلى أبرزها، وعلى رأس السلم «مطار آل مكتوم الدولي»، الذي تحول إلى مدينة دبي للطيران، وقد تم افتتاح المطار مبدئياً إلى حين إتمامه عام 2025، وبعد استكماله يُعد ثاني أضخم وأكبر مطار في العالم.
أما جزيرتا نخلة جميرا وديرة فهما أعجوبتا هذا الزمان والمكان المميز على هذه الأرض وبناء عليه أُطلق على بوراشد حارث البحر.
ومن المشاريع العملاقة التي تم الانتهاء من البنية التحتية لها مشروع «الخليج التجاري»، وها هو شامخ أمامنا في أبهى صورة وفي إطار واحد يحوي أكثر من مائتي برج، وعدد قاطنيها يقترب من مائتي ألف نسمة.
لست هنا في مجال حصر مشاريع دبي العملاقة وغيرها، فلي أن أجزم بأنه لم يمر شهر واحد إلا وفي أفق دبي مشروع يخفق قلبه، وهي الإمارة التي تحتضن ألق الحضارات العالمية، وهي لا تشبهها بل تتشابه على الناس من شدة فرادتها.
لن أطيل في التعداد، ولكن هناك قصة نوبل عالمية تنتظرها البشرية في أكتوبر المقبل من هذا العام الذي ستدخل فيه دبي عمق الحضارة الكونية من باب «إكسبو».
فمنذ أشهر قليلة زرت بعض منشآت «إكسبو»، وبعضها لا زال قيد الإنشاء وقد اقتربت ساعة الصفر، لهذا المنجز الحضاري من الميعاد المحدد، لم يرد «بوراشد» هذا المعرض أن يكون موسمياً عابراً، بل مدينة متكاملة تبهر أنظار الزوار، فهي حقاً مدينة ترسو على طبق طائر، هذا شعوري وأنا لم أشاهد قبتها الساحرة إلا منذ أيام خلت.
هذا الحدث وحده كفيل بالرد على المتربصين بهذه الإمارة الخلابة وفق كل المقاييس والمواصفات العالمية وبشهادة العالم أجمع، فهي في كل يوم لها لون أجمل ومكانة أرفع مقارنة بكل المدن الراقية في العالم من حولنا.
قال ريتشارد سبنسر في «التايمز» إنه عندما تصل المركبة الفضائية التي تحمل اسم «HOPE» إلى دبي في محطتها الأولى من مهمة إلى المريخ، فإن وصول المركبة سيثير أسئلة كثيرة عن مدى الطموح الذي يليق بمكانة دولة الإمارات كواحدة من أغنى دول العالم.
وأضاف الكاتب أن المركبة الفضائية، التي ستدور حول المريخ لدراسة طقس الكوكب، ستصل إلى «مركز محمد بن راشد للفضاء» للاختبار النهائي قبل الإطلاق المخطط له من اليابان. ألا يقطع هذا اليقين بجدارة «دار الحي»- بما تصبو إليه في قطار الحضارة الإنسانية- ألسن الحاسدين والمفلسين؟