بعد الانتصارات التي حققها في ايوا ونيوهامبشاير، بات السيناتور بيرني ساندرز (مستقل -فيرمونت) يوصف على نحو متزايد بأنه المتسابق الأوفر حظاً للحصول على ترشيح «الحزب الديمقراطي» للرئاسة الأميركية. وحتماً، ستثار أسئلة حول الحالة الصحية للسيناتور البالغ من العمر 78 عاماً، وكذلك الرئيس الحالي دونالد ترامب البالغ من العمر هو أيضاً 73 عاماً.
بيد أن التقارير العامة حول صحة الرجلين، والتي كتبها مؤخراً أطباء الجيش، لا تخدم الناخبين جيداً. ومع ذلك، فإن الخطأ ليس من الأطباء، ولكن بالأحرى في عدم وجود معايير واضحة للكشف عن السجلات الصحية للرؤساء والمرشحين للرئاسة، وهو وضع يمكن تصحيحه بشكل كبير.
كلا التقريرين الطبيين يحذفان بيانات تشخيصية ذات أهمية بالغة يعرفها الأطباء بالتأكيد. فقد أصيب ساندرز بنوبة قلبية في شهر أكتوبر الماضي، لكن تقريره لم يذكر شيئاً بشأن أبعاد مرضه بالشريان التاجي. وتضمّن التقرير حول زيارة ترامب المفاجئة وغير المخطط لها لمركز «والتر ريد» الطبي العسكري الوطني في شهر نوفمبر، العديد من الأعراض القلبية الوعائية التي لم يكن الرئيس يعاني منها، لكنه لم يحدد ما إذا كان خالياً من إحساس بضغط على الصدر أو ألم في ذراعه اليسرى والتي يعاني منها المرضى عادة خلال الإصابة بنوبة قلبية والأعراض التي تسبقها.
إن الناخبين بحاجة إلى معلومات طبية عن المرشحين، وهم يستحقون معرفتها، لأن التصويت يكون رهاناً على المستقبل، ويعكس تقدير الناخب لقدرة المرشح على قيادة الأمة لتحقيق الأهداف التي يطمح إليها الشعب. وكما تثبت رئاسة «وودرو ويلسون» التي انتهت بوفاته بالسكتة، فإن المرض يؤثر على فاعلية الرئيس. والمعلومات الطبية التي لها دلالة، على العكس من معرفة الإقرارات الطبية أو الفضائح، لها صلة مباشرة بفاعلية الرئيس، لأن المرض يعوق جسديا ممارسة مهام المنصب.
ويجب أن تستند صياغة المعايير، التي سيتم الكشف عنها وفقاً للبيانات الطبية مقابل تلك التي ستظل خاصة، على واجبات الرئاسة كما هي موضحة في الدستور. هذه الواجبات قليلة بشكل مثير للدهشة، وتتطلب مجرد أربع وظائف جسدية أساسية من الرئيس: استقبال المعلومات عن طريق النظر، وعن طريق السمع، ومعالجة المعلومات في الدماغ، والتفاعل مع القرارات بذكاء، والبقاء حياً. والحالات الطبية التي قد تضعف هذه الوظائف بشكل كبير على مدى السنوات الأربع القادمة يجب الكشف عنها للناخبين.
وتتمثل المشكلة في التعريف بهذه الحالات «بشكل كبير». ولحسن الحظ، فإن الطب العسكري له خبرة طويلة في القيام بذلك تحديداً، من خلال تحديد المعايير الطبية لوظائف محددة: الطيار والمظلّي والطباخ.. إلخ. فالقوات الجوية تسرد المئات من الحالات الطبية التي لا تؤهل مراقبي الطيران، لأنها تهدد الوظائف الأربع، بما في ذلك النوبات القلبية والذهان والأنواع القوية من السرطان. وتحذف من هذه القائمة المتطلبات العضلية الهيكلية للخدمة العسكرية، وبقية الشروط تصف جيداً التهديدات الطبية لممارسة الرئاسة. ويعمل الأطباء العسكريون وفقاً لهذه القوائم يومياً.
وكخطوة أولى، أقترح وضع سياسة (والأفضل قانون) يتطلب من المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس الكشف علانية عن المعلومات الكاملة، غير المتعلقة بالهيكل العظمي، عن الحالة الطبية لديهم والتي من الممكن ألا تجعلهم مؤهلين للاضطلاع بمهام وظيفتهم.
جون سوتوس
أخصائي أمراض القلب وعقيد في الحرس الجوي الوطني بكاليفورنيا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»