جاء اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في عام 2018، برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، بميزانية قدرها 50 مليار درهم للسنوات 2019 -2021، ليكون إحدى أهم الآليات المستدامة التي تعمل على تحقيق قفزات مهمة نحو تنفيذ أهداف الإمارة التنموية، حيث تم إطلاق أكثر من 50 مبادرة في عام البرنامج الأول، بما يدفع انطلاقة التنمية في أبوظبي نحو آفاق جديدة عبر الاستثمار في الأعمال والابتكار والمجتمع، ويعزز تنافسيتها وريادتها، ويدعم مسيرتها التنموية الشاملة والمستدامة.
برنامج «غداً 21» الذي يرتكز على أربعة محاور رئيسة، هي: تحفيز الأعمال والاستثمار، وتنمية المجتمع، وتطوير منظومة المعرفة والابتكار، وتعزيز نمط الحياة، جاءت بيانات عامه الأول مبشرة لكل الآمال المعقودة عليه في التقدم إلى الأمام في مسيرة أبوظبي التنموية، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عبر «تويتر»: «اطلعت على نتائج العام الأول من برنامج (غداً21) الذي يعكس التزام أبوظبي تجاه المجتمع والاقتصاد والمعرفة.. بداية طيبة وإلى مزيد من الإنجازات.. وبمتابعة هزاع بن زايد، سيواصل خالد بن محمد، وأعضاء اللجنة التنفيذية جهودهم عبر مبادرات مبتكرة ونوعية لتعزيز مكانة أبوظبي الاقتصادية والمجتمعية».
سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، عبّر في «تويتر» عن فخره واعتزازه بمنجزات «غداً 21» في عامه الأول، قائلاً سموه: «تحقيقاً لرؤية الشيخ محمد بن زايد، وبجهود حثيثة من الشيخ خالد بن محمد بن زايد، شهد العام الأول من برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية غداً 21، إنجازات تدعو للفخر والاعتزاز، خاصة عبر إشراك شباب الإمارات في مشاريع تتواصل مع العصر وتحقق الاستدامة المطلوبة للمستقبل». إن المبادرات التي يتضمنها البرنامج، وخاصة ما يتعلق بتطوير بيئة الأعمال، ورفع جاهزية أبوظبي لمواجهة تحديات الثورة الصناعية الرابعة عبر انتقالها إلى اقتصاد معرفي يرسخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار، جاءت، وخلال العام الأول من البرنامج (2019)، لتعبّر عن النجاحات التي حققتها في صياغة المشهد التنموي للإمارة، حيث قال سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي: «إن الاستثمار في البرنامج أسفر عن مبادرات عززت سهولة ممارسة الأعمال وتحسين بيئة العمل، وتشجيع المعرفة ودعم الأفكار المبتكرة لبناء مستقبل مبني على التكنولوجيا، بالإضافة إلى ضمان العيش الكريم ونمط حياة مناسب لأهل الدار في أبوظبي».
واشتملت المبادرات التي تم إنجازها في عام 2019 ضمن «غداً 21»، وأسهمت في التقدم في مسارات التنمية المجتمعية، مثل إصدار دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي تراخيص «تاجر أبوظبي» التي تمكّن أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة من العمل في الإمارة من دون الحاجة إلى مساحة مكتبية. كما تنوعت الفعاليات الاجتماعية والترفيهية على مدار عام كامل بشكل ملحوظ، منها «أسبوع أبوظبي للتحدي»، واستضافة 12 نزالاً من بطولة (UFC) العالمية، إضافة إلى «حملة التسويق السياحي»، وتأسيس منصة التكنولوجيا العالمية Hub71 التي تضم 39 شركة ناشئة وصندوقاً استثمارياً يتولى إدارتها مكتب أبوظبي للاستثمار، وغير ذلك من المبادرات.
إن النتائج التي نجمت وستنجم عن البرامج والمشاريع التي تدخل في إطار برنامج «غداً 21»، ستُحدث نقلة نوعية في تحويل التحديات إلى فرص واعدة تحقق المنافع الاقتصادية والاجتماعية، وستجعل أبوظبي أفضل وجهات العمل والعيش والاستثمار عالمياً، لاسيما في ظل نجاحها اللافت للنظر في تحسين البنية التحتية وتطوير أنظمة الرعاية الصحية والتعليم، والارتقاء بالمشهد الثقافي، وتحقيقها الصدارة في العديد من المؤشرات التنافسية العالمية في مجالات حيوية عدة. فالطريق ما زال في بدايته، والعزم معقود على مواصلة تنفيذ حزمة جديدة من البرامج والمشاريع في مختلف القطاعات التنموية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.