لعله من الجميل والسار، أن نستهل مقالنا بخبر يعدُّ انفراداً وينشر للمرة الأولى، فكلنا يعلم أن معرض إكسبو 2020 الدولي، سيفتتح في شهر أكتوبر المقبل في الإمارات، إلا أن العنصر الجديد في الخبر هو أن المنطقة التي سيقام فيها المعرض، اعتبرت (الكيلو متر المربع الوحيد في العالم الذي سيطبق فيه عملياً استخدام الجيل الخامس (G5) للاتصالات)، ويأتي هذا الإنجاز الاستباقي تمهيداً لتطبيق استخدامات الجيل الخامس من الاتصالات في كامل التراب الوطني للدولة، وهذا يعني تغطية المناطق المأهولة بالسكان كلها، وبنشرنا لهذا الخبر السار والمهم على مستوى العالم، استطعنا العلم بأمر آخر جديد، وهو أنه ( تم الانتهاء من تجهيز 60% من مشروع تغطية المناطق المأهولة بالسكان في الدولة، بما يلزم لاستخدام الجيل الخامس من الاتصالات)، مما يعني أن ثلاثة عوامل رئيسية جرى توفيرها، وهي التي تعتمد عليها الشبكة الجديد لتعمل: أولاً توفير الدولة للطيف الترددي، وثانياً توفير أجهزة الهاتف المعدّة لهذا الاستخدام، والعامل الثالث البنية التحتية، كأبراج الإرسال الخاصة وتوابعها.
حينما يتفكّر المرء بالمساعي الوطنية المبذولة في الإمارات، تحديداً في مجال الريادة العالمية، وما تنطوي عليه من دقة في الإتقان وحماسة في العمل، يضاف إليها سرعة التنفيذ، لا يستغرب أن يكون النجاح هو الوحيد الذي ينتظر في نهاية المسار، ليُكلّل تلك المساعي بالتميز والإبهار، وقد حدث هذا في الإمارات وتكرّر.. فأن تكون حكومة رائدة بين حكومات العالم، فتلك قصة نضال عصريّة لا تتحقق بالسهولة المتخيلة.
وهنا يحق لسائل أن يسأل: إلى ماذا نستند في حديثنا؟ والجواب، يستوجب الذهاب إلى قولٍ أصبح من فوره خريطة طريق نحو المستقبل: (إننا نريد أن تكون ممارسات الحكومة عندنا هي الممارسات القياسيّة التي تسعى الدول إلى تبنيها وتقليدها - صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي)، من هنا بدأت قصص الريادة تتوالى الواحدة بعد الأخرى، وتتعدّد أمثلتها في ميادين التنافسية العالمية التي بالإمكان استعراض بعض منها، وهي بالكاد تُحصى في مسيرة الإمارات، سنأخذ هنا مثالاً نوعياً تحقّقَ منذ فترة قصيرة، وهو من الأمثلة التي قد لا يتنّبه لها بعضنا، ممن لا يتعامل مع بوابة حكومة الإمارات للخدمات الإلكترونية، ولا يوليها اهتماماً، فجميعنا يعلم أن هنالك بوابة حكومية للخدمات الإلكترونية تعتبر منصة رسميّة، تمثل المدخل الإلكتروني لكافة الخدمات الحكومية التي تقوم بها مؤسسات الدولة، وبإمكان أي شخص أينما كان على الكوكب الدخول عبرها إلى الإمارات لمعرفة كل شيء عنها: تاريخها وجغرافيتها وسكانها وفنونها وثقافتها ونمط الحياة فيها، بل أكثر من ذلك، بإمكانه معرفة الشخصيات السياسية والاقتصادية والأدبية والإعلامية والثقافية، وكافة الأمكنة السياحية على اختلاف طبيعتها، ويطلع على الاستراتيجيات الراهنة والمستقبلية، وكذلك التوجهات على اختلاف طبيعتها ومجالاتها، وكل ذلك بـ(كبسة زر) من دون جهد أو عناء كبيرين، في الإمارات الوقت ضرورة إنسانية، وتسهيل الحياة هدف حضاري.
كان اسم نطاق بوابة الإمارات الحالي، طويلاً وعصياً على التذكّر، إضافة إلى أن كثيرين يخطئون في كتابته (Government.AE)، وحتى لو جرى اختصاره ليكون (GOV.AE) فإنه لن يكون مبهراً، أو أبداعياً، أو ابتكارياً، ولن يعدّ سبقاً أو ريادةً، التفكير في هذا الموضوع أخذ وقتاً طويلاً من جهات الاختصاص بالدولة، ليخرجوا في النهاية بالبديل الابتكاري والريادي المنشود، الذي استحق كل العناء الذي مضى والوقت الذي بُذل، البديل هو نطاق الحرف الواحد ليصبح هكذا (U.AE)، ويكون أول نطاق حكومي في العالم مؤلف من حرف واحد، ولتصبح الـ(U) هنا هي: (أنتم.. الهدف. أنتم.. الغاية. وأنتم الرهان. وأنتم.. الحكومة). هيئة تنظيم قطاع الاتصالات.. شكراً.