إذا ضبطت الإذاعة على الموجة القصيرة 2.5 أو 5 أو10 أو 15 ميجاهرتز، يمكنك سماع جزء صغير من تاريخ الإذاعة وإنتاج بعض أكثر أجهزة الزمن دقة على الأرض. أينما كنت في الولايات المتحدة، ستنقلك هذه الترددات إلى محطة «WWV» أو محطة «WWVH» الإذاعية على الموجة القصيرة، وهما اثنتان من أكثر المحطات الإذاعية دقة. ومؤخراً، احتفلت «WWV»، التي تم تطويرها قبل وجود الراديو التجاري، بمرور 100 عام على تأسيسها. وهي أقدم محطة إذاعية تعمل في الولايات المتحدة. وتخضع كلتا المحطتين لإشراف المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا، وهو الوكالة الفيدرالية التي تحكم معايير الأوزان والمقاييس وتساعد على تحديد الوقت الرسمي في العالم. قبل ذلك، كانت «WWV» تركز على البث التجريبي. وبدءاً من عام 1945، أخذت في بث الوقت أيضاً. وفي عام 1948، انضمت إليها محطة شقيقة في هاواي لتحسين تغطية ساحل المحيط الهادئ. وعلى العكس من نظيرتها في المحيط الهادئ، تبث «WWV» أيضاً بسرعة 20 ميحاهرتز.
وتدل النغمات التي تشبه دقات الساعة على كل ثانية، وفي كل دقيقة يعلن صوت التوقيت العالمي المنسق، المعروف باسم «UTC»، والذي يتوافق مع توقيت جرينتش. كما تبث المحطات الإذاعية التحذيرات من العواصف البحرية، ورسائل وزارة الدفاع وتحديثات عن حالة نظام التموضع العالمي عبر الأقمار الاصطناعية «GPS» والنشاط الشمسي.
ويتم توفير المعلومات بوساطة ساعة سيزيوم الذرية الدقيقة. وتستغرق الإشارة وقتاً قصيراً للغاية للوصول إلى مستمعي الراديو، لكنها تكون دقيقة خلال 10 ميلي ثانية في معظم الأماكن داخل الولايات المتحدة. هذه المحطات معروفة أكثر لدى محبي إذاعات الموجات القصيرة على الراديو، وتستخدم لمعايرة ساعات التوقيف، ومزامنة الساعات من أجل التطبيقات العلمية والصناعية، وحتى لضبط آلات البيانو وعمليات الرصد الفلكي.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»