منذ أن تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تضع بصماتها الإيجابية والمؤثرة في مجال تمكين المرأة، وجعلها شريكاً فاعلاً ومؤثراً في الأنشطة والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والعسكرية والأمنية، فأصبحت بذلك سلاح الدولة الناعم الذي أسس أجيالاً تنتمي إلى تراب هذا البلد، وتعمل كل ما بوسعها من أجل إكمال مسيرته في التنمية والتطوير.
ويُنظر إلى انطلاق منتدى المرأة العالمي – دبي 2020، الذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم أمس الأحد، ويستمر حتى يوم الـ 17 من فبراير الجاري، المُقام تحت رعاية سموه، ونظمته مؤسسة دبي للمرأة، تحت شعار «قوة التأثير»، بحضور كبار مسؤولي الحكومات وقيادات الهيئات والمؤسسات والمنظمات الدولية والجهات المعنية بدعم المرأة والشخصيات الدولية المؤثرة في هذا المجال إلى جانب وفود 87 دولية ونحو 3000 مشارك من داخل الدولة وخارجها، إلى أنه إحدى أهم الفعاليات الدولية الضخمة، التي تسعى إلى تحديد ملامح حضور المرأة ومستقبل تأثيرها، والبحث في سُبل زيادة مشاركتها في القطاعات ذات الأولوية؛ ولاسيما في قطاع ريادة الأعمال.
ويؤكد قول حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، إن المنتدى سيشكل فرصة نموذجية لإلقاء الضوء على ثمار تجربة دولة الإمارات المتميزة في مجال دعم المرأة، إلى ما حققته الدولة في مجال تمكين المرأة، الذي كان الفضل فيه لحكمة القيادة الرشيدة، وخاصة دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات) عبر توجيهاتها في وضع خطط وبرامج تعزز تمكين المرأة وريادتها، من خلال توفير حياة كريمة لها، وتأمين حقوقها الإنسانية بكل أصنافها حتى تحولت إلى شريك فاعل في كل مجالات التنمية المستدامة، الأمر الذي جعل الإنجازات التي تحققت على هذه الصعد تفوق كل التوقعات.
وفي شهادة على ما قدّمته لأجل دعم المرأة وتمكينها، أكدت مستشارة الرئيس الأميركي، إيفانكا ترامب، أن دولة الإمارات بذلت جهوداً في مجال دعم المرأة والنهوض بأدوارها في المجالات المختلفة، ورسخت ريادتها الإقليمية في مضمار توسيع نطاق مشاركة المرأة، قائلة في هذا السياق: «نأمل أن تشارك دولة الإمارات باقي الدول في إجراء الإصلاحات التشريعية اللازمة وتعديل القوانين التي ربما تعوق النساء عن المشاركة بصورة كاملة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية»، الأمر الذي يشير إلى قدرة الدولة الفذّة على مواجهة التحديات التي لم تؤخرها عن تحقيق الطموحات، من خلال اتباع أسلوب منهجي في التفكير والممارسات أسهم في تذليل كل الصعوبات، التي جعلت من العالم أجمع ينبهر بما حققته المرأة الإماراتية على الصعد كافة.
المرأة الإماراتية التي شاركت أخاها الرجل في نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، وتمكنت من الحضور والمشاركة في القطاعات الأكثر حداثة ودقة، كالفضاء وتكنولوجيا المعلومات، وأحرزت مكانة متقدمة لها في السلك القضائي والعسكري والدبلوماسي، وحققت مكاسب اقتصادية ملهمة، حين باتت من صاحبات الأموال والأعمال والاستثمارات، ووصلت إلى مستويات قياسية عربياً ودولياً في توليها مناصب وزارية عدة، تحولت إلى أيقونة وطنية في الولاء والانتماء والتأثير، وأصبحت رمزاً من رموز التأثير اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وباتت نموذجاً ملهماً في المسؤولية والريادة في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية، ليكون ذلك أكبر برهان على ما قدمته القيادة الرشيدة من دعم متواصل لها، فأثبتت جدارتها وكفاءتها في تولي أرقى المواقع وتقلّد أعلى المناصب في مختلف المجالات.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية