استضافت أبوظبي خلال الفترة من (9 إلى 13) فبراير الجاري، فعاليات المنتدى الحضري العالمي العاشر، الذي عُقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله. والمنتدى الحضري العالمي هو منصة رئيسية تدعم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «موئل الأمم المتحدة»، وهو وكالة للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، تم تفويضها من قِبل «الجمعية العامة للأمم المتحدة» لتعزيز المدن والبلدان المستدامة اجتماعياً وبيئياً، بهدف توفير المأوى المناسب للجميع، كما تدعم شركاء البرنامج المذكور من أجل تطبيق «جدول الأعمال الحضري الجديد» الذي يُعد وثيقة تحدد معايير الإنجاز العالمية للتنمية الحضرية المستدامة. ويشكل المنتدى فرصة ثمينة لمناقشة تجارب المدن ذات الريادة في التحضر المستدام، ويعمل على تفعيل استراتيجية واسعة النطاق لضمان استدامة المدن في ظل بيئة حضرية مواتية.
واستُمد هذا الحدث الضخم الذي عُقد على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، من اعتبارات أساسية عدة: الأولى، أن أجندة فعاليات المنتدى مزدحمة بالعديد من الاجتماعات والحوارات والنقاشات والجلسات الخاصة والفعاليات الجانبية وأخرى تدريبية، ومؤتمرات ومكتبة حضرية وسينما حضرية، وغيرها من المبادرات المتكاملة التي تثري الحدث العالمي الكبير. والثانية، أن أبوظبي تهدف، كما أكد محمد الخضر الأحمد، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية في «دائرة البلديات والنقل» في إمارة أبوظبي والمنسق العام للمنتدى الحضري العالمي، إلى جعل «المنتدى الحضري العالمي العاشر» الأكثر حضوراً وتنوعاً بين الدورات السابقة للمنتدى الذي تم إنشاؤه عام 2001، حيث تعاونت «دائرة البلديات والنقل» مع «موئل الأمم المتحدة» ووزارة الخارجية والتعاون الدولي لاستضافة أكثر من 100 وزير ونحو 20 ألف شخص يمثلون أكثر من 160 دولة و130 عارضاً بمساحة مخصصة تقدر بـ 15 ألف متر مربع. والثالثة، أن المنتدى جمع نخبة كبيرة من المتحدثين البارزين وقادة الفكر العالميين والمستثمرين، والخبراء وعدد كبير من مسؤولي الحكومات، والعديد من الشخصيات الرائدة والمؤثرة في مجال التنمية الحضرية المستدامة، بهدف مناقشة تشكيل مستقبل حضري أفضل للجميع. والرابعة، أن المنتدى الحضري العالمي العاشر وفّر منصة دولية لصناع القرار على مستوى الحكومات والقطاع الخاص والخبراء والأكاديميين في مجال العمارة الصديقة للبيئة، لتبادل خبراتهم بشأن إنشاء «المدن الذكية»، وفنون التطور الحضري في المستقبل، ورفع مستوى الوعي حول العمران المستدام.
وفي الواقع، فإن «المنتدى الحضري العالمي» الذي يعد أكبر مؤتمر عالمي حول المدن المستدامة، والذي يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعد شهادة قوية على نجاح استراتيجية أبوظبي في تنفيذ الاستدامة الحضرية، حيث شهدت المدينة تحولاً هائلاً نحو التحضر في فترة زمنية قصيرة. وفي السياق نفسه، فإن هذا الحدث العالمي البارز سلط الضوء على قدرة دولة الإمارات على استضافة أبرز المعارض والمؤتمرات العالمية المرموقة، وتنامي الدور الذي يمكن أن تقوم به سياحة المؤتمرات في دعم الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات، وتعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن «المنتدى الحضري العالمي» في دورته العاشرة في مدينة أبوظبي، هو منصة مهمة تسهم في تحقيق أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وفرصة لدراسة التحديات الرئيسية التي تواجه سبل تخطيط وإدارة البلديات لأداء دورها، بصفتها محركاً رئيسياً في التنمية المستدامة، ذلك أن التوسع العمراني، كما يؤكد الخبراء، يعد من أكثر مشاكل القرن الحادي والعشرين، حيث إن أكثر من نصف السكان في جميع أنحاء العالم يسكنون في المدن التي تعد جزءاً محورياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كونها تعد محور الابتكار والإبداع، وهي التي تخلق عملية النمو المستدام.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية