يبدو أن هذا هو الأسبوع الأكثر نجاحاً من الناحية السياسية في رئاسة ترامب. أولاً، نسبة التأييد لأداء الرئيس دونالد ترامب آخذة في الزيادة، فعندما بدأ التحقيق بشأن العزل في شهر أكتوبر، كانت نسبة التأييد للرئيس، كما أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز جالوب 39%. والآن زادت هذه النسبة إلى 49%. فإذا استطاع الحفاظ على هذا المستوى، ربما يعاد انتخابه.
ثانياً، لم يصبح التحقيق من أجل العزل إطلاقاً، موضوعاً للنقاش بين «الديمقراطيين» العاديين، ناهيك عن المستقلين و«الجمهوريين»، لذا كان من السهل التغلب عليه في مجلس الشيوخ.
كما لوحظ، جاء التحقيق من أجل العزل في صالح «الجمهوريين» وضد «الديمقراطيين». ووصلت نسبة التأييد للحزب «الجمهوري» حالياً إلى 51%، وهي الأعلى منذ عام 2005. وأصبح المزيد من الأميركيين يُعرفون أنفسهم بأنهم «جمهوريون» أكثر منهم «ديمقراطيين». وكما أشار معهد «جالوب» بشكل غير متوقع عند الإعلان عن هذه النسب، «لاحظ جالوب تحولات مماثلة في الرأي العام عند التحقيق بشأن عزل بيل كلينتون».
ثالثاً، لا يوجد مرشح «ديمقراطي» متفوق. تشير نتائج ايوا، على الرغم من أنها ليست نهائية، إلى أنه لا يوجد لا يوجد مرشح واضح يمكن أن تتبناه بسرعة كل فصائل الحزب. وفي ظل مضاعفة «مايك بلومبيرج» الآن الإنفاق على حملته الانتخابية، يبدو أن معركة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية ستستمر لفترة.
وقد ينتهي المطاف بـ«الديمقراطيين» في وضع لا يسمح لهم بترشيح «بيرني ساندرز» لأنه يساري أكثر من اللازم، ولا يستطيعون عدم ترشيحه لأن أتباعه سيفرون من حزب بقيادة بايدن/بلومبيرج/بوتيجيج.
يقول 53% فقط من ناخبي ساندرز إنهم بالتأكيد سيدعمون المرشح «الديمقراطي» أياً كان. هذا التهديد ليس من فراغ. في عام 2016، في بنسلفانيا، ذهب 117.000 من ناخبي «ساندرز» في الانتخابات التمهيدية للتصويت لترامب في الانتخابات العامة، وفاز ترامب في الولاية بواقع 44292 صوتاً. وفي ميشيجان، صوّت 48.000 من ناخبي ساندرز لصالح ترامب الذي فاز في الولاية بواقع 10704 صوتاً. وفي ويسكونسن، أعطى 51300 ألف من ناخبي ساندرز أصواتهم لترامب، ما جعله يفوز في الولاية بواقع 22748 صوتاً. باختصار، ساعد ناخبي ساندرز على انتخاب ترامب.
رابعاً، أعاد ترامب تأطير الانتخابات بمهارة. أستطيع أن أرى السبب في قيام نانسي بيلوسي بتمزيق خطابه عن حالة الاتحاد. لقد كان الخطاب الأكثر تأثيرا في رئاسة ترامب.
إن خطاب ترامب يعيد صياغة الانتخابات حول هذا السؤال الأساسي: هل تنجح الرأسمالية بشكل أساسي أم أنها معطلة بشكل أساسي؟
يمكن لترامب أن يعمل على قضية ناجحة أساساً. ولديه الكثير من الأدلة بجانبه: انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته منذ عقود. الأجور آخذة في الارتفاع. دخل الأسرة النموذجي أعلى مما كان عليه في أي وقت مضى.
ويبدو أن الأميركيين يقبلون هذا الوضع. فالثقة في الاقتصاد أعلى الآن من أي وقت مضى، منذ إدارة كلينتون.
وعلى النقيض من ذلك، تجمّع «الديمقراطيون» حول رسالة، مفادها أن الرأسمالية معطلة بشكل أساسي وأن الاقتصاد سيئ.
من الصعب هزيمة رئيس في أوقات الرخاء، كما قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا «لين فافريك»، الذي وجد أن مرشحين نادرين هم الذين ينجحون في التركيز على قضايا تهم الناخبين. في عام 1962، كانت حملة جون كنيدي تدور حول فجوة الصواريخ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وفي 1968، دارت حملة «ريتشاد نيكسون» حول قضية القانون والنظام. وفي عام 2016، ترشح ترامب على أساس سياسة هوية أميركا الوسطى.
ويجب أن يدرك «الديمقراطيون» أن هذا هو الوقت المناسب للاستفادة من الرخاء الذي تشهده البلاد للبدء في إحداث انتعاش أخلاقي واجتماعي. وأن هذا هو العام المناسب لإدارة حملة القيم، التي تدافع عن السياسات التي تجعل أميركا أكثر ترابطاً واستقلالاً.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»