تقوم وسائل الإعلام بدور كبير في المجتمعات المعاصرة، فالإعلام هو شريك أساسي في عملية التنمية، وهو يقوم بدور رقابي مهم للغاية، وبالنظر لدوره المتعاظم، بات يطلق عليه مسمى السلطة الرابعة، وقد شهدت وسائل الإعلام خلال المرحلة الأخيرة تغيرات كبيرة في ظل ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية متسارعة، حيث ظهرت ما تسمى بوسائل الإعلام الجديد التي تشكل تحدياً كبيراً بل ووجودياً للإعلام التقليدي، والمتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت إحدى المعالم الرئيسة لعالمنا المعاصر.
وفي ظل هذا الدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام، القديم منها والجديد بشكل خاص، نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ندوة، أمس الاثنين الموافق العاشر من فبراير 2020، بعنوان: «واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير» ضمن سلسلة ندوات سينظمها المركز حول الإعلام العربي 2020، وقد ناقشت الندوة العديد من القضايا المهمة، ومنها مهمة الإعلام السعودي في تنفيذ رؤية المملكة 2030، والصورة الذهنية عن المملكة في الماضي والحاضر والمستقبل، وأهمية الوعي الإعلامي في ظل التحولات المجتمعية بالمملكة، وصورة الآخر في الإعلام السعودي، وشارك فيها نخبة متميزة من الإعلاميين ورؤساء التحرير السعوديين، لمناقشة واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير، والتعرف على تجربة الإعلام السعودي في تطوير منظومته الإعلامية الحالية، في ظل ما تحظى به هذه التجربة من أهمية خاصة في خريطة الإعلام العربي.
وقد أكد سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في كلمته الترحيبية أمام الندوة، أن انعقاد سلسلة ندوات الإعلام العربي 2020، يأتي انطلاقاً من الإدراك المتعاظم لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لأهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة، خاصة ما بات يعرف بـ «وسائل الإعلام الجديد» التي يتصاعد دورها يوماً بعد يوم بفعل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وما أفرزته من تقدم مذهل في التقنيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. وأكد سعادته أن هذه السلسلة تهدف إلى مناقشة واقع الإعلام العربي، واستشراف مستقبله لمعرفة ما يحمله من فرص وتحديات، من أجل تعظيم الاستفادة من هذه الفرص، ومواجهة تلك التحديات، موضحاً أن هذه السلسلة من الندوات سوف تعقد بمشاركة نخبة من أهم الإعلاميين العرب، لمناقشة أهم الاستراتيجيات والممارسات الإعلامية المتَّبعة، والتعرف على مدى تأثيرها في المجتمعات العربية، وانعكاساتها إقليمياً وعالمياً، في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة على مختلف المستويات.
ومما لا شك فيه أن هذه الندوة التي تحمل الرقم (57) في سلسلة الندوات التي عقدها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية منذ تأسيسه قبل 25 عاماً، تؤكد أن المركز ممثلاً في مديره العام، سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، حريص بشكل كبير على مناقشة أهم القضايا المثارة على الصعد كافة، وفي مجالات عمله المختلفة، متمثلة في البحث العلمي ودعم عملية صنع القرار وخدمة المجتمع، ذلك أن وسائل الإعلام قد تطورت بشكل جذري بفعل الثورة الصناعية الرابعة التي أثرت بشكل لم يسبق له مثيل في مجال الإعلام، ومن هنا، بات الإعلام بمختلف وسائله محل اهتمام كبير وغير مسبوق.
وتولي دولة الإمارات العربية المتحدة وسائل الإعلام بمختلف صورها وأشكالها اهتماماً كبيراً خلال المرحلة الراهنة بالتزامن مع تعاظم دور الإعلام، من أجل تعظيم الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام المختلفة، والحيلولة دون توظيفها بشكل سلبي، من قبل جهات وتيارات بعينها، تحاول استغلال هذا الرواج غير المسبوق لوسائل الإعلام بفعل ما أنتجته الثورة الصناعية الرابعة من تكنولوجيات غير مسبوقة، سهلت لوسائل الإعلام المختلفة الوصول إلى شرائح المجتمع كافة.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية