يأتي تنظيم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ندوته الأولى ضمن سلسلة ندواته حول «الإعلام العربي 2020»، بعنوان «واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير»، اليوم الاثنين الموافق 10 فبراير، انطلاقاً من قواعد المركز الراسخة وتوجهاته المدروسة في استشراف المستقبل الذي يتحقق عبر رصد التحديات وتحليلها ورسم سياسات واستراتيجيات يتم من خلالها مواجهة التغيرات المتوقعة، حيث دأب المركز على إثراء المنصات الفكرية والعلمية والمعرفية، باعتباره أحد أهم المنابر المؤثرة في طرح الآراء ووجهات النظر حول موضوعات مختلفة في المنطقة، وعلى رأسها الإعلام، بوصفه القوة الفاعلة في توجيه مسارات الدول والشعوب نحو تحقيق المستهدفات الوطنية التي تعزز نهضة الدول وتبني الإنسان.
ولأن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لم ينفك منذ أن تأسس قبل 25 عاماً عن متابعة أثر الإعلام على صورة الدول وتوجهات الأفراد والمجتمعات، خاصة بعد أن تعرض الإقليم والعالم لسلسلة تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وثقافية عدة، فإن تنظيم المركز سلسلة ندوات «الإعلام العربي 2020» بدءاً بندوة «واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير»، يأتي في سياق مناقشة واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير، والتعرُّف إلى تجربته في تطوير منظومته الحالية، وذلك بحضور سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، وسعادة تركي بن عبدالله الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى أهم الإعلاميين ورؤساء التحرير السعوديين.
لقد شهدت الساحة العربية، منذ سنوات عدة، مجموعة من التغيرات التي أفرزتها الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ما جعل سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي يلتفت إلى أهمية ذلك، من خلال كتابه الصادر عام 2013، بعنوان: «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك»، بالتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها متغيراً حيوياً ضمن آليات الحراك العام العالمي، لقدرتها على الربط بسرعة غير مسبوقة بين أناس في مختلف أرجاء المعمورة، واستشراف آفاق استخدامها، وتحليل تطورها المتسارع، بهدف التأصيل لفهم خلاّق وفاعل للتعامل مع هذه الظاهرة، بما لها من تأثيرات كبيرة في الجوانب التربوية والسلوكية للجيل الجديد عبر مختلف أنحاء العالم، وصولاً إلى وضع رؤى استشرافية حول حدود تأثيرات الإعلام الافتراضي، ومسارات التفاعل في هذا المجال.
كما أن تنظيم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي استضاف أكثر من 1000 فعالية تتنوع ما بين محاضرات ومؤتمرات وندوات شارك فيها رؤساء دول ومفكرون ومثقفون وأكاديميون، سلسلةَ ندوات «الإعلام العربي 2020»، يأتي متوائماً مع تسلم إمارة دبي درع عاصمة «الإعلام العربي للعام 2020»، الأمر الذي يؤكد حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توظيف طاقاتها وخبراتها في دعم جهود تطوير الإعلام العربي، عبر مبادرات وإنجازات، وصل أثرها الإيجابي إلى الأشقاء العرب في كل مكان، ومنحها مكانة مرموقة بصفتها شريكاً في صُنع مستقبل العالم، ولاسيما في ظل تأثير التكنولوجيا في إرساء ثقافة إلكترونية عالمية، أسهمت في تشكيل المواقف والآراء حيال مختلف القضايا والأحداث.
لقد بات الإعلام إحدى أهم الوسائل اللازمة للمحافظة على مكتسبات الدول وثقافات وقيم الشعوب، الأمر الذي يتطلب ضرورة التأسيس لبيئة داعمة توفر أفضل نوعيات البنية التحتية والأطر التنظيمية المرنة والخدمات الداعمة، والوصول بالإعلام العربي إلى آفاق أكثر تميّزاً وتأثيراً في حياة الناس، والانطلاق نحو مشهد إعلامي يكون بمنزلة محرك دفع لوضع استراتيجيات إعلامية تواكب السعي إلى القدرة على مواجهة تحديات المرحلة الراهنة، وتعزيز ثقة المتلقي العربي بالخطاب الإعلامي العربي، ورفع مستوى وعي المجتمعات العربية حول علاقاتها بوسائل الإعلام.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية