تحظى قواتنا المسلحة الباسلة بكل الاهتمام والرعاية والتقدير من قبل قيادتنا الرشيدة، حيث نالت منذ توحيدها في السادس من مايو عام 1976، اهتماماً خاصاً من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يدرك، عن حق، الدور الحيوي للقوات المسلحة ومهمتها الكبيرة في دعم أركان دولة الاتحاد الوليدة التي تأسست في الثاني من ديسمبر عام 1971، وترسيخ دعائمها والحفاظ على مكتسباتها في مواجهة أي مخاطر قد تهددها.
وقد سارت القيادة الرشيدة للدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في الاهتمام الاستثنائي بالقوات المسلحة، التي هي درع الوطن الحصين، والتي يمثل تطويرها بشكل متواصل ترسيخاً لمرتكزات قوة الدولة وأمنها الشامل، حيث سخّرت القيادة الرشيدة جلّ اهتمامها لتطوير القوات المسلحة والنهوض الدائم بها، مع التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم المعاصر، التي تفرض ضرورة التطوير المستمر للقوات المسلحة، حتى تظل عند مستوى الجاهزية المطلوب، وهو ما استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة تحقيقه بالفعل.
وفي إطار هذا الاهتمام المركزي بقواتنا المسلحة من قبل القيادة الرشيدة، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم الأربعاء الماضي، حفل تخريج دورة المرشحين الضباط الـ 44 في كلية زايد الثاني العسكرية، الذي أقيم برعاية سموّه في مقر الكلية بمدينة العين، حيث وصفهم سموه بحماة الأرض والديار وحراس السلام والاستقرار، مؤكداً تطلع القيادة لأن يكونوا قادة المستقبل في صفوف قواتنا المسلحة. وخاطبهم سموه قائلاً: «أنتم حماة الأرض والديار وحراس السلام والاستقرار، سلام عليكم ولكم، من قيادتكم التي تعول عليكم بأن تكونوا قادة المستقبل، تتحملون مسؤولياتكم الوطنية في صفوف قواتكم المسلحة الباسلة، وتؤدون واجبكم الأخلاقي والإنساني بكل فخر واعتزاز.. وفّقكم الله -أبنائي الخريجين- على درب التفوق وخدمة الوطن والإسهام في تطوير قدرات قواتكم المسلحة».
وفي الواقع، فإن هذا الاهتمام الفائق الذي تحظى به قواتنا المسلحة من قبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، هو اهتمام مستحق، لنبل المهمة التي يقوم بها أبناء قواتنا المسلحة، ولما يجسدونه من أسمى قيم الوفاء والانتماء والشجاعة المتجذرة لدى أبناء الإمارات الذين يسطرون أعظم المواقف البطولية في مختلف ميادين الحق والكرامة، من خلال التضحية بالنفس للحفاظ على أمن الإمارات والحفاظ على مكتسباتها، الأمر الذي بات مشهوداً له على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حيث تحظى قواتنا المسلحة بإشادات متتالية من قبل التقارير الدولية والمؤسسات العالمية المرموقة.
إن القوة هي التي تحمي المكتسبات، وتصنع السلام، وتردع المعتدين، والضعف يخلق الفوضى ويغري بالعدوان، وإن قواتنا المسلحة الباسلة هي مصنع الرجال ورمز لقيم العزة والتضحية والفداء، وهي ركيزة أساسية لدعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي في الوقت الذي تحمي فيه مكتسباتنا الوطنية، تتيح لنا المضي قدماً بثقة ومن دون خوف أو قلق لترسيخ نموذجنا التنموي الذي بات محل تقدير عالمي كبير. ولا شك أن التطور الكبير والمتواصل الذي تشهده قواتنا المسلحة على مستوى التسليح والتدريب، إنما يؤكد دعم قيادتنا الرشيدة المطلق لها، وإيمانها بأن القوة هي التي تجلب السلام، وهذه حقيقة أساسية، يجب أن يكون الإيمان بها مطلقاً.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.